مبروك لـ «طيران الخليج» و«الخطوط القطرية» بقلم د. سعد الأحمد

الاقتصاد الآن

1687 مشاهدات 0



يوم الجمعة الماضي (رغم أن يوم الجمعة في الأسبوع عطلة رسمية للدولة)، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني اسمي الشركتين اللتين وقع عليهما الاختيار لينضما إلى كل من ''الخطوط السعودية'' و''خطوط ناس''. اختيار ''الخطوط القطرية'' و''طيران الخليج'' موفق - بإذن الله - كونهما شركتين خليجيتين، وتفاؤلا بأن التجارة والأعمال تزيد من التقارب والاتحاد. ''الخطوط القطرية'' لديها ملاءة مالية ضخمة ودخولها السوق السعودية ليس بسبب تجاري بحت، بل لأن للناقلات الجوية عوائد مختلفة تأتي للدولة الأم من خلال أنابيب العلاقات العامة التي من فروعها العلاقات العامة السياسية، كما أن من فروعها العلاقات العامة التجارية. الحالة العامة القطرية متطابقة مع الحالة العامة الظبيانية حين يتسبب الثراء الفاحش لدول صغيرة التعداد والحجم في الرغبة في الهيمنة على استثمارات ذات مردود تجاري ومعنوي في آن واحد. الاستثمار في الخطوط الجوية كنموذج أعمال يتميز بأنه يمتلك قيما مضافة تجارية وغير تجارية تتكامل مع متطلبات مرئية وغير مرئية، ففي التاريخ لعبت خطوط ''كاثي باسيفيك'' دورا سياسيا وتسويقيا فاعلا لمستعمرة هونج كونج رغم موقعها الصغير والبعيد، وكانت ''بان آم'' مبعوث أمريكا في سنوات الحرب الباردة. مثال حي يتمثل في ''طيران الإمارات'' التي لعبت الدور الأكبر في استراتيجية دبي لتكون هونج كونج وسط العالم. بالنسبة لـ ''طيران الخليج'' فإن دخولها السوق السعودية مغامرة كونها تعاني خسائر متراكمة ضخمة غير منشورة في أدبيات الصناعة، لكن الأخبار غير الرسمية تصنفها في حدود مليار دولار. لهذا فإن ''طيران الخليج'' لن تعمل في المملكة بسجلها التجاري كشركة حكومية لدولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، بل ستؤسس شركة جديدة، ما يطرح تساؤلات عن علاقة دين الشركة الأم بالشركة الجديدة. ستعتمد ''طيران الخليج'' على الحليف السعودي في توفير التدفقات المالية الكبيرة التي يتطلبها التأسيس والتشغيل، وستعتمد بقائية ''طيران الخليج'' على فرضيات مستقبلية حرجة أهمها قدرة هيئة الطيران المدني على تحقيق بيئة تنافسية عدلية في المستقبل القريب. كما أن أسعار التذاكر الداخلية المرتقبة ستكون فرضية حرجة، فالأسعار العالية ستتسبب في عزوف المسافرين عن استخدام الطيران والاتجاه إلى استخدام السيارات، خاصة الوجهات القريبة، أما المناطق المتباعدة فستكون للأسعار العالية تبعات اجتماعية واقتصادية غير محمودة. أسعار متدنية ستتسبب في خسائر كبيرة للناقلات ويبقى التحدي الأكبر الوصول إلى شرائح ترضي مقدم الخدمة وترضي الزبون على السواء.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك