المتداولون يعيدون النظر في استراتيجيات سوق الصرف بقلم أليس روز
الاقتصاد الآنديسمبر 31, 2012, 3:40 م 557 مشاهدات 0
''هذا العام منخفض''، هو الحكم على أسواق العملات في عام 2012 حسبما جاء على لسان رئيس متداولي الصرف الأجنبي في أحد المصارف، كما أن المستثمرين في حالة إحباط.
عدد قليل من صناديق تحوط العملات هي التي هللت لعائداتها. ويبين مؤشر مديري الصرف الأجنبي الذي أنشأه باركر جلوبال، أن صناديق العملة حققت حتى الآن أقل من 1 في المائة في المتوسط هذا العام. وألقي باللوم على تدخلات المصارف المركزية لخلقها بيئة تراجعت فيها التقلبات إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات وفشلت الاتجاهات في الانطلاق. ونتيجة لذلك عانت الطرق التقليدية لجني المال، وأصبحت فروق سعر الفائدة المتداولة أصعب مع اقتراب أسعار الفائدة من الصفر بالنسبة لأكبر العملات في العالم وأكثرها سيولة.
واتجه التدخل المستمر من السياسيين والمصارف المركزية لتقليص أي زخم في السوق والتأثير بالسلب في أي مؤشر يتبع النماذج، وهذه استراتيجية أخرى معروفة.
حتى إن وعد رئيس المصرف المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، بالقيام ''بكل ما يلزم'' لإنقاذ اليورو في تموز (يوليو) لم يكن إيجابياً لمستثمري العملات، لأنه خفض الزخم في العملة الموحدة، في حين توج اقتصاد منطقة اليورو المتباطئ الاتجاه الصعودي.
وبحسب تروي روهربو، الرئيس العام لتداول العملات الأجنبية وأسعار التداول في جيه بي مورجان: ''كان الأمر أشبه ما يكون بدفع الأحجار الثقيلة''. وأضاف: ''لديك أسعار فائدة منخفضة، وصفقات الشراء بالاقتراض ليست جذابة، البنك المركزي الأوروبي يعمل على إقناع الأسواق بأنه سيحافظ على الاستقرار''. وتابع: ''خلق الدمج سوقاً أكثر تحدياً في النقد الأجنبي''.
وقال ستيفن جين، رئيس شركاء ماكرو سي إل جيه: ''إنها أصعب بالتأكيد، إنها ليست واضحة حتى لتوليد ألفا''. وقد لجأ صندوقه إلى التداول قصير المدى، باستخدام نهج تقديري لإنهاء المواقف بسرعة قبل أن يقتل البنك المركزي المؤشر.
وأضاف: ''إن مدة المراكز التي تقام ليس من جانبنا فقط، ولكن من قبل آخرين أيضاً، أقصر من ذي قبل- لا يمكنك الشراء والإبقاء، لأنه صعب جداً جداً''.
كذلك فشلت تغطية مخاطر الذيل المعرب عنها في سوق العملات في جني كثير من المال هذا العام - مثلا، خُفض اليورو مقابل الفرنك السويسري كوسيلة لحماية انقسام العملة الموحدة. وفقد كثير من المستثمرين المال لأنهم افترضوا أن الأسواق ستصبح أسوأ مما كانت عليه.
وكانت تقلبات البيع على المكشوف إحدى الاستراتيجيات الأكثر ربحية هذا العام، ومع ذلك كانت واحدة من الاستراتيجيات الأقل شعبية. ويعزي ذلك جزئياً إلى أن مخاطر خروج اليونان من منطقة اليورو تبدو مرتفعة جداً.
لكن على الرغم من الكآبة، تمكن بعض المستثمرين من كسب المال. ومثل كثيرين آخرين، لجأ ''إف إكس كونسيبت''، وهو من أفضل صناديق التحوط المعروفة في العالم، إلى تداولات أقصر أجلا. ولا سيما أنه وجد أن المراهنة على أن الاتجاهات لن تكون مستدامة هي الاستراتيجية الأكثر ربحية – الاستراتيجية الأقصر أجلاً تعني استراتيجيات للعودة إلى الأصل. وحقق صندوقه للعملات العالمية، برصيد ثلاثة مليارات دولار، صعوداً بنسبة 2 في المائة. وقال جون تايلور، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ''إف إكس كونسيبت'': ''لقد تفوقنا في سوق بائسة''. وأضاف: ''نعتقد أننا قمنا بعمل مذهل هذا العام للسعي جاهدين في تحقيق أرباح بنسبة 2 في المائة''.
وحقق هارمونيك كابيتال، وهو صندوق تحوط في لندن يدير أكثر من 900 مليون دولار، 20 في المائة هذا العام.
ووصف باتريك سافينبلاد، وهو شريك استثماري في الصندوق، عام 2012 بأنه ''كان عاماً رائعاً''. وابتعد الصندوق خلال العام عن محاولة كسب المال في العملات الرئيسية الفاقدة للحيوية، واتجه بدلاً من ذلك إلى التداول في عملات الأسواق الناشئة الإقليمية ضد بعضها بعضا، لأن اقتصاداتها تتباطأ بمعدلات مختلفة. وكان البيع على المكشوف للريال البرازيلي مقابل البيزو التشيلي والبيزو المكسيكي مثالاً مربحاً لهذه الاستراتيجية، التي يعتقد سافينبلاد أنها ستستمر في جني الأرباح في 2013.
ويقول مستثمرو العملات إنهم لاحظوا ضعفا في أثر المخاطرة، وهي ظاهرة ترتبط بموجبها جميع فئات الأصول بشدة مع بعضها بعضا، الأمر الذي يفتح بعض الفرص.
وبإمكان مديري العملات القائمين الإبقاء على جني الأرباح عندما تعاني فئات الأصول الأخرى، باعتبار أن هذه الفئة من الأصول تعمل على ''امتصاص الصدمات'' في أجزاء أخرى من الاقتصاد. وشهدت سوق الصرف ربحاً كبيراً في عام 2008 بعد انهيار بنك ليمان براذرز، عندما حاول المستثمرون الهرب من انهيار الأسهم والدخل الثابت إلى تداول العملات. وبسبب أن العملات يتم التداول فيها بزوج من العملات، فإن إحدى العملتين حتماً ما تكون في صعود. ''هل الصرف كفئة أصول في خطر بسبب هذه العائدات الضحلة؟ الجواب هو لا''، كما يقول بوب سافاج، الرئيس التنفيذي لتراك دوت كوم Track.com، وهي مجموعة أبحاث استحوذت عليها مؤخراً ''إف إكس كونسيبت''. وأضاف: ''عند وقوع الكارثة، فإن الأداء يفوق المتوقع''.
ويأمل مستثمرو العملات في مزيد من التمايز بين العملات في 2013. وركز العديد منهم على الين، مع التقليل من إحدى العملات الأكثر شعبية في سوق الصرف في الأسابيع الأخيرة.
لكن الآراء منقسمة حول ما إذا كان العام المقبل سيكون أفضل بالنسبة لمستثمري العملات. ويقول جين: ''من الأكثر أمانا دائما أن نتوقع أنه سيكون عاماً مليئا بالتحديات''.
أو كما يشير رورباوف: ''نحن نستعد لشيء أسوأ إلى حد ما، ونتوقع شيئاً مماثلاً، لكننا نأمل فيما هو أفضل''.
تعليقات