شركات عالمية تستثمر في المتدربين الطموحين الذين تتوقع نجاحهم بقلم أليسيا كليج

الاقتصاد الآن

1003 مشاهدات 0


أصابت كريستينا بيلكا علة السفر عندما كانت طالبة في المدرسة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكانت آنذاك تقضي إجازتها في كوبا، لذا عندما سمعت من خلال تناقل الأخبار في الكلية أن 'كيه.بي.إم.جي'، شركة الخدمات المهنية، تعرض فرصا للتدريب في الخارج للطلاب حرصت على أن تكون جزءا من هذا البرنامج.

تقول بيلكا: 'كنت موجودة في كل عشاء، أو مباراة كرة سلة، أو حدث في الحرم الجامعي ينظمونه. وعرفت أنه إذا كان لديهم متدربون يسافرون إلى الخارج، فيجب أن يكونوا جادين بشأن الفرص الدولية'. وبحلول عام 2008 كانت قد أكملت تدريبا استمر لأربعة أسابيع في لندن وهي تعمل الآن في مكتب شركة كيه.بي.إم.جي في شيكاغو، وتشعر بالتفاؤل بشأن احتمال نقلها لأوروبا.

وتعتبر 'كيه.بي.إم.جي' واحدة من عدد من المنظمات التي تمنح الطلاب المتدربين تذوقا مبكرا للعمل عبر دول مختلفة. وحيث إن عدد الشركات التي تعمل على مستوى عالمي يتزايد، فهم يحتاجون إلى موظفين لديهم خبرة بالعمل في دول أخرى. ويقول الخريجون: إنه بالنسبة لهم، فهم في مستوى تحديات العمل في الخارج. وفي استطلاع للرأي لشركة الخدمات المهنية، 'بي.دبليو.سي'، شمل عديدا من الدول، قال 71 في المائة من المتخرجين حديثا إنهم قد يرغبون في العمل في الخارج في فترة ما.

ومع ذلك، توجد تعقيدات إضافية تواجه أصحاب العمل الذين يرسلون متدربين للخارج. وتبدأ هذه التعقيدات من نقل الشباب للخارج بالطائرة على نفقة الشركة، مرورا بالتأكد من أنهم يملكون تأشيرة سارية وإيجاد إقامة لهم، وصولا إلى متاعب تقاسم المسؤولية تجاه عدد من الطلاب بين مكاتب في أجزاء مختلفة من العالم.

وقد يحسن تصميم البرامج بحرص عائد الاستثمار. ويوفر بعض أصحاب العمل فرص التدريب في الخارج للأشخاص الذين يكون نجاحهم محتملا لقدراتهم وطموحهم كوسيلة للإشارة إلى أنه قد تمت ملاحظة قدراتهم.

وإلى جانب توظيف طلاب الجامعة في أسواقها المحلية الأوروبية، توجد لدى شركة مستحضرات التجميل، 'لوريال'، مجموعة أصغر أخرى رشحتها فرق الموارد البشرية المحلية لأماكن لاحقة في الخارج. ويقول فريدريك سكافينيك، مدير التوظيف في المجموعة: 'بدأ البرنامج الدولي الأصلي في أوروبا منذ ثلاثة أعوام وكان ناجحا للغاية لدرجة أننا جعلناه على المستوى العالمي هذا العام'.

وبالنسبة لبعض أصحاب العمل، تعتبر برامج التدريب أيضا ممارسة للدبلوماسية التجارية. فهي تساعد على التوسع العالمي وتبني علاقة مع الطلبة الطموحين الذين قد يصبحون في يوم ما موظفين، أو عملاء، أو موردين. وعندما كانت تدخل إلى سوق الولايات المتحدة للمرة الأولى في عام 1999، أحضرت شركة تكنولوجيا المعلومات الهندية، 'إنفوسيس'، طلاب الولايات المتحدة إلى حرم بنغالور المستقبلي لتبديد ما أسماه غاناباتي سوبرامانيان، رئيس قسم تخطيط الشركات، 'الاعتقاد الخاطئ' بأن الأسواق الناشئة لا تنتج شركات كبيرة. واليوم، تجذب الأماكن المؤقتة التي تبدأ من ثمانية أسابيع وتصل إلى 12 أسبوعا في شركة إنفوسيس في الهند طلابا من 30 دولة.

وتمول شركة هندية أخرى، هي 'تاتا كنسلتانتسي سرفيسس'، جزئيا وتقدم الدعم لبرنامج دراسة الهند، الذي يعمل وفقا لمبادرة التعليم والبحث بين الهند والمملكة المتحدة، وهو مخطط لإنشاء روابط تعليمية بين الهند والمملكة المتحدة. ويقضي طلاب الجامعة القادمون من الجامعات البريطانية ثلاثة أسابيع في الهند يتعلمون خلالها أشياء عن الثقافة، يتبعها شغل مكان مؤقت لمدة أسبوع لدى موظف هندي.

وقد انضم رادوسلو نواك الألماني إلى مكتب شركة إنفوسيس في فرانكفورت بعد فترة قضاها كمتدرب في حرم بنغالور. ويعترف قائلا: 'لم أكن لأفكر في العمل لدى شركة هندية.. لم أتوقع أي شيء عصريا للغاية'. وقد استمتع بشكل خاص بمقابلة مرشحين من الدول الأخرى، وهو لا يزال على صلة بزميل من المتدربين انضم إلى فرع الشركة الفرنسي.

وخلال الأعوام الأخيرة، كانت شركات أكثر تعرض قيامها بالدعم المالي لبرامج التدريب بحيث لا تفوتها فرصة التعامل مع طلاب أذكياء ولكن يملكون قليلا جدا من المال. ويتم التغلب على هذه المشكلة بدفع نفقات السفر والإقامة إضافة إلى أجر متواضع ولكن هذا يرفع قيمة التكاليف. ويقول سين تريسيا، مدير توظيف الطلاب في شركة كيه.بي.إم.جي في الولايات المتحدة: إن المكان المؤقت في الخارج الذي يستمر لأربعة أسابيع يتكلف عشرة آلاف جنيه استرليني إضافية.

وتعتقد شركة كيه.بي.إم.جي أن التجربة تساعد على إعداد المتدربين للعمل مع عملاء دوليين إذا انضموا للشركة. ولكن هناك موظفين آخرين يلعبون لعبة الانتظار لرؤية ما سيحدث.

وقد أوقفت شركة بي.دبليو.سي برنامج تبادل المتدربين العالمي فيها، الذي وفقا له تتم مبادلة المتدربين الذين يشغلون مكانا مؤقتا لمدة شهرين بمتدربين في دول أخرى يقضون ثلاثة أسابيع. وقد خلصت إلى أنهم تعلموا بنفس القدر، وربما أكثر، من قضاء الفترة المؤقتة بأكملها في الوطن حيث يصلون للسيطرة من خلال مشروع محلي فيه كثير من الأفكار المهمة والمثيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر باللغات الأجنبية.

ويقول تشارلز ماكلويد، رئيس التوريد العالمي: إنه على الرغم من هذه التحفظات، إذا كان سيوفر مزيدا من الموظفين بصفة عامة أماكن للتدريب في الخارج، فمن المحتمل أن تعيد 'بي.دبليو.سي' تقديمهم. وفي الحقيقة، لا تزال بعض منظمات الأعمال التابعة لشركة بي.دبليو.سي، مثلما يحدث في ألمانيا، تسمح لبعض المتدربين بقضاء فترة في الخارج.

وبالطبع، لا توجد ضمانات للمتدربين المحبين للسفر بأنهم سيصبحون مسؤولين تنفيذيين يتحركون على المستوى العالمي. وعلى الرغم من تأييده للتدريب بفي الخارج، يقول سكافينيك: إنه يوجد منطق تجاري بالنسبة للموظفين الجدد في أن يثبتوا أنفسهم محليا أولا.

ولا يحلم المتدربون من المتخرجين بأن تتوافق الوجهات بالضرورة مع الأسواق المستهدفة.

ويقول دانيال نيفرن، مدير شركة سي.آر.سي.سي آسيا، التي تنظم برامج التدريب في الصين: إن الخريجين الغربيين المغامرين كانوا يسعون لفرص أبعد من ذلك. ومع ذلك، تشير دراسة 'بي.دبليو.سي' إلى أن الروح الرائدة ليست أنموذجية. فالدول التي يتصورها معظم المتخرجين حديثا عندما يتخيلون العمل في الخارج هي الدول التي توجد فيها وسائل راحة مكتملة، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وليس الأسواق الناشئة ذات النمو المرتفع، وذلك إضافة إلى وجود 11 في المائة فقط ممن يطمحون إلى العمل بصفة دائمة أو مؤقتة في الهند و2 في المائة بالنسبة للصين.

لذا هل يجب أن تحفظ الشركات ميزانياتها للموظفين المحنكين؟

تعتقد شيرلي جاكسون، مديرة التوظيف على المستوى العالمي في شركة الخدمات المهنية، 'آرنست آند يونج': إن كثيرا من الطلاب الآن يستخدمون قنوات وسائل الإعلام الاجتماعي للحديث عن أنشطتهم، وبرامج التدريب في الخارج علاقات عامة جيدة. وتقول: 'إن هذا جزء من إعطائنا علامة تجارية على نطاق أوسع'.

ويقول سكافينيك: 'يرى الناس أن بإمكانهم الذهاب لأي مكان في العالم'.

والحل هو التأكد من أن المتدربين لديهم راع محلي يسعده أن يشرف عليهم ويعطيهم مشروعا جادا، كما يقول مايكل رومر، وهو شريك يملك جزءا من شركة الاستشارات الإدارية، 'أيه تي كيرني'، التي تجرب أحد البرامج.

ولكن الوقت الذي يتم قضاؤه خارج ساعات العمل يجب أيضا أن يوضع في الاعتبار. وتقول جوستين ثومبسن، مديرة التوظيف في شركة المحاماة، 'بيكر آند ماكينزي'، في المملكة المتحدة: 'المتدربون الذين يميلون للبقاء في المنزل يمثلون عادة فردا في كل مجموعة، وعندما يسافرون للخارج سيكونون في أغلب الأحيان وحيدين'.

وبين أصحاب العمل من أمثال شركات الخدمات المهنية الكبيرة حيث لم يختف أبدا التنافس لضم أشخاص، يساعد برنامج تدريب دولي على تمييز أحد أصحاب العمل المحتملين من الآخر. ويدرس ماكلويد نوعا من 'برامج التدريب في الخارج ليس بمثل جدية الأصل' قد يكافئ أفضل المتدربين المحليين بمشاهدة العمل يمارس عمليا بالخارج لمدة أسبوعين، دون تحمل التكاليف الكبيرة لبرنامج خارجي متطور بشكل كامل.

وباعتبارها متدربة سابقة، تشير بيلكا إلى الهيبة التي يمنحها العمل في الخارج. وتقول: 'انضمامي لبرنامج تدريب عالمي هو نوع من تسليط الضوء على سيرتي الذاتية. حيث يتم اعتباره برنامجا له مكانة في الشركة. وعندما قابلت رئيسنا في العمل، حرصت على ذكر أنني انضممت إليه'.


آليات التخطيط للمشروع


* كن ذكيا فيما يتعلق بالأساسيات: اعمل جاهدا من أجل تفاصيل المكان الذي سيعيش فيه المتدربون، ومن سيقابلهم ويرشدهم. وتأكد من أنه لا توجد عقبات تتعلق بالتأشيرة. وتقول جوستين ثومبسن، مديرة التوظيف في شركة المحاماة 'بيكر آند ماكينزي' في المملكة المتحدة: إن بعض المتدربين لديهم خبرة في السفر، ولكن قد يكونون مسافرين آخرين يسافرون بالطائرة لأول مرة.

* احترم القانون المحلي: لدى بعض الدول، مثل الولايات المتحدة والصين، قواعد للتأشيرة قد تمنع المكتب المضيف من صرف أجر للمتدربين. ولتجنب المشاكل، كما تنصح باتي والاش، وهي شريكة في في شركة دي إل أيه بيبر لأعمال المحاماة، رتب الدفع من المكتب المحلي.

* لا تستبعد: بعد أن احتفظ المكتب الرئيسي بهم باعتبارهم أشخاصا قادرين على النجاح، يكون للمتدربين على المستوى العالمي السبق. ولكن تأكد من أن المتدربين من الأسواق الإقليمية لديهم أيضا فرص لاكتساب خبرة في الخارج.

* كن استراتيجيا: قد تساعد برامج التدريب العالمية على فتح أسواق. وتنظم شركة إنفوسيس اجتماعات غير رسمية للمتدربين السابقين، الذين يكون بعضا منهم، أو قد يصبحون، عملاء وموردين.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك