«المالية» .. «الرعاية» .. «الشباب» والمواكبة بقلم سلمان بن محمد الجشي

الاقتصاد الآن

667 مشاهدات 0



الأسبوع الماضي وأنا في الطائرة متوجه لمدينة الرياض شاهدت من السماء لوحة رائعة رسمت منذ أكثر من عشرين عاما بريشة الرسام المبدع الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب - رحمه الله وغفر له - تمثلت في ملعب الملك فهد الدولي منشأة رياضية عملاقة تعدت أهدافها الرياضية إلى الاجتماعية والثقافية واحتواء الشباب واستغلال طاقاتهم ورعاية مواهبهم.

عندما يتحدث الشخص عن إنجازات شخصية بثقل الأمير الراحل فيصل بن فهد، يصعب أن تجد كلمات تصف وتوجز هذه الإنجازات من مبان ومنشآت أو دعم ونتائج للألعاب المختلفة منذ ذلك العهد، فكم منشأة رياضية أنشئت في ذلك الوقت؟ وكم من إنجاز تحقق؟ لن أخوض في ذلك لأن الجميع على اطلاع بما تم إنجازه في تلك الحقبة من الزمن، وما تحقق وما وصل إليه الشباب السعودي في مختلف المجالات الرياضية على المستوى العالمي.. وعندما أشيد بالإنجازات السابقة في عهد المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد لا يعني أن الفترة السابقة أو الحالية لم تكن فيها إنجازات أو جهود لإبراز وتقدم الرياضة واحتواء الشباب ورعايتهم، ولكني أتساءل ألم يحن الأوان للنظر إلى الشباب ورعايتهم بمنظور آخر خصوصا في ظل الأوضاع الربيعية العربية من جانب، ومن جانب آخر ما للرياضة من دور في إبراز اسم المملكة عاليا في المحافل الدولية، من خلال تبني آليات دعم وميزانيات بطريقة مختلفة ربما بفصل ميزانية رعاية الشباب كمرجعية والأندية والاتحادات واللجان الأولمبية وفق خطط يجب العمل عليها بهدف تمكين الشباب من ممارسة هوايتهم والاستفادة من طاقاتهم وتطويرها وصولا لإبراز اسم وطننا في المحافل الدولية، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص تدريجيا في بعض الألعاب، وبناء ثقافة الشراكة المستقبلية للألعاب غير الجاذبة حاليا بكل شفافية، ولتكن هناك شراكة تستند إلى دعم مثلث رعاية الشباب، ووزارة المالية، والقطاع الخاص.

الشباب هم أداة الانطلاق لعناصر المجتمع الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فلا بد للرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تسهم بشكل فاعل في التنشئة القويمة لهؤلاء الشباب من مختلف الجنسين، وأود أن أو أكد على مختلف الجنسين إناث وذكور بشكل مباشر أو بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتوسع في نشاطات رعاية الشباب وتشجيع القطاع الأهلي للمشاركة في ذلك، إلى جانب أهمية مراعاتها لتغير الأجيال والأزمنة والعمل على تطوير إمكانياتها في رعاية الشباب وتطوير إمكانياتهم وفقا لمتطلبات العصر الحالية وما يتواكب معها، بالإضافة إلى تنويع البرامج الرياضية والاجتماعية في الأندية الرياضية الخاضعة لإشراف الرئاسة، وبيوت الشباب التي تعتبر من إداراتها ومنشآتها المنتشرة في مختلف المناطق، الأمر الذي يتيح لها أن يكون ظهورها ونشاطاتها دائمة ومستمرة، فالطاقات البشرية السيئة لن تكون إلا عامل عرقلة وتعطيل وتأخر للمجتمع فهي كم من غير نوع، وغثاء كغثاء السيل، وهذه الطاقات تمثل عبئا على المجتمع، لذا يجب على الجميع أن يعمل كيد واحدة لخدمة شبابنا جسميا ونفسيا وعقليا واجتماعيا وسياسيا وروحيا لأنه بقدر ما نوفر لهم من رعاية صالحة تكون إيجابيتهم وكفايتهم لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بالنسبة لهم ولمجتمعهم، بما يحقق لهم نموا متوازنا في كافة الجوانب.

بكل صراحة ومن وجهة نظر خاصة أعتقد أن الوقت الراهن يحتم علينا إيجاد خريطة طريق جديدة لرعاية الشباب بدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومساندة من قبل وزارة المالية وبالشراكة التدريجية مع القطاع الخاص لكونهم يمثلون المكون الأكبر من الشرائح السكانية للمملكة، وهم من يعول عليهم في البناء والتنمية، وهم محور حضارات الأمم، وبهم تبنى وتؤسس المجتمعات، لذا لا بد من تكثيف الاهتمام بهذه الفئة وبما يتواءم وتطلعات المرحلة الراهنة من عصر العلم والمعرفة والاطلاع، وكي نجد مستقبلا شبابا وفتيات منتجين وفاعلين يقودون عملية التنمية والتطور والنمو بكل اقتدار ودراية.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك