لماذا لا نعارض؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 31, 2012, 12:02 ص 603 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / لماذا نعارض؟
محمد مساعد الدوسري
انطلق هاش تاق في تويتر يحمل عنوان “لماذا نعارض؟”، وأعتقد أن ذلك قبل أيام قليلة، وحفل هذا الهاش تاق بالعديد من التعليقات التي أوضحت سبب معارضة الشباب للأوضاع في الكويت بشكل مجمل، وهو أمر لو تم جمعه في مجلد، لأصبح خارطة طريق واضحة المعالم لأسباب المعارضة وطرق العلاج لمكامن الخلل التي أفقدت الشعب إيمانه بالحكومات المتعاقبة.
لماذا نعارض؟، أعتقد أن أسهل وأصدق جواب لهذا السؤال هو أنه لم يعد هناك قانون يطبق على الجميع بعدالة ومساواة وبلا تمييز، وعليه فإن ما يجري الآن في الكويت هو بناء على اجتهادات ورؤى و “مزاج” بعض العاملين في الدولة أو من يأمرهم، ولم تعد هناك مرجعية واضحة للعمل أو لتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، فلا شريعة إسلامية تحكمنا، ولا عقد اجتماعيا تحترمه الحكومة قبل الشعب.
لماذا نعارض ليس هو السؤال الصحيح من وجهة نظري، بل لماذا لا نعارض الوضع القائم المليء بالفساد وإهدار المال العام وتطبيق القانون بانتقائية شديدة، وضرب لمكونات المجتمع، وتشكيك في ولاء شرائح واسعة من الناس؟ لماذا لا نعارض تمكين العنصريين ومن امتلأت قلوبهم بالمرض والحقد والغل على شركائهم في المواطنة، وهو أمر يكشف عقلية من يتحالف مع هؤلاء المنبوذين من المجتمع سابقا، والذين تسيدوا المشهد الآن كما يبدو.
لم تعد هناك قواعد واضحة للاختلاف، وهو ما دفع بالشباب والقوى السياسية إلى اللجوء للشارع بحثا عن حل سريع للتدهور المستمر لأحوال الدولة، ولعل الفائض المالي الهائل الناتج عن ارتفاع أسعار النفط هو ورقة التوت الوحيدة التي تستر ما وصلنا له من تردي للأوضاع على جميع المستويات، فإذا ما جرى أي شيء لهذه الورقة لا سمح الله، فلكم أن تتصوروا إلى أين قد تصل الأمور.
تعليقات