الأعوام تنقضي والبدون ينتظر !!

زاوية الكتاب

كتب 2005 مشاهدات 0

منيف الفضلي

هذا العام شارف على الرحيل بكل ما فيه من أحداث سواء كانت جميلة أو حزينة أو مظلمة لا نهاية لها وجميع أطياف المجتمع يتمنون الخير لأنفسهم مع بداية العام الجديد لكن الفئة التى كانت ومازالت تنتظر فرجها في كل عام وهي ' الكويتيون البدون' ترى بأن بصيص نور الفرج الذي وعدوهم به مازال بعيداً عن متناول أيديهم بل أن هذا النور يقل إشعاعاً في كل عام حتى أصبح كالنجم البعيد في السماء تراه صغيراً لبعد المسافة بين السماء والأرض لكنه كبيراً في الفضاء وهذا هو أمل الكويتيونالبدون بحصولهم على حق المواطنه فالبرغم من تجاهلهم وحرمانهم وظلمهم مازالوا يرون أمل الحصول على حق المواطنه كالنجم في الفضاء لأنهم محتسبين عند الله وهو خير وكيل بعباده .
حجم المعاناة التي يعيشها البدون لا توجد صفحات محددة حتى تحتويها ولا توجد عبارات كافية حتى نصفها لكن الذي يدور حول هذه الفئة من تعسف وظلم ومحاربه نفسيه من خلال زرع الفتنه بين هذه الفئة من خلال < بدع > الجهاز المركزي وبطاقاته الملونه التي تفرق بين أبناء الكويتيون البدون حتى يدخلوا في صراعات فيما بينهم وينسون حق مواطنتهم المسلوب والذي يتمتع به غيرهم من أصحاب الجنسيات الأخرى الذين يحملون الجنسية الكويتيه ويتكسبون منها ويعيشون خارج هذه الأرض . الجهاز المركزي الذي يُديره صالح الفضاله وعد بأن الأمور ستُحسم خلال خمس سنوات لكن منذ أن بدأ الجهاز عملهوشارفت السنه الثالثه لنشأته على البداية لم ينجز أي شيء بل رأينا عبث كبير في حق الكويتيون البدون ونرى تخبطات كبيرة في إتخاذ القرارات بل أنهم يزعمون ويـُزيفون بعض الأموركالقيود الوهيمة من دون أدلة كافية ويحرمون الناس أحياناً من حقوق شرعها الله سبحانه وتعالى للفقراء مثل الزكاة بالإضافة لذلك لا تستطيع هذه الفئة الدراسة والعمل والعلاج إلا من خلال موافقة هذه الجهاز الذي أصبح في معتقدات الكويتيون البدونكأنه دولة جديدة خاصة بهم تتحكم بهم وتحرمهم أبسط حقوقهم الإنسانية ، فكيف لقضية شائكة منذ 50 عام أن تُحل بهذه الطريقه ؟ هل تُحل قضية البدون من خلال محاربتهم نفسياً أو تقتل أجيالهم جيل بعد جيل من خلال تصاريح تخديرية ؟المُغيبون عن واقع البدون يقولون بأنهم أناس مزورون وجاؤالخراب البلاد ومقيمن بصورة غير قانونية ووو إلخ .. فمن الواجب الرد على هؤلاء حتى يعرفوا الخطأ الذي وقعوا به لأن الإعلام يُصور لهم أمور من الخيال وهم ينجرفون حوله وعلى سبيل المثال الضرب العنيف الذي تعرض له الكويتيون البدون في تيماء من رجال الداخلية لم يكن البعض من أخوانهم الكويتيون يُصدقونه لكن عندما حصل ما حصل في مسيرة كرامة وطن ايقن الكل بأنالبدون كانوا على حق فيما قالوه وأن الإعلام هو من غيب الحقيقة، وبالعودة إلى الإدعاءات التي تقول بأن البدون مزورون ومقيمين بصورة غير قانونية فكيف تسمح الحكومة منذ 50 عام بتوظيفهمبأماكن حساسة في البلاد مثل وزارتي الداخلية والدفاع والنفط وغيرها ؟؟ وكيف تسمح لهم بالتعليم والعيش بهذه البلاد إذا كانوا مخربين ؟؟ وبخصوص هذه الإدعاءات المزيفه فإن كان ما يدعي به الجهاز المركزي بأنه صحيح فعليه مواجهة الناس بالدليل القاطع وتحويل المزورون إلى القضاء الكويتي النزيه لأنه كفيل بحل هذه القضية وإعطاء كل ذي حق حقه ومحاسبة المندسين بين هذه الفئة كما يدعي الجهاز لا من خلال إصدار بطاقات ملونة في ظاهرة غريبة على مستوى العالم !! وما يقومبه الآن الجهاز المركزي عبارة عن إهدار للمال العام الخاص بالبلد من خلال إختراع أساليب تبقيهم بمناصبهم مستفيدين مادياً وبنفس الوقت يظلمون الناس من أجل مصلحتهم .
 
القضية واضحة والحلول معروفه وبسيطة لكن إرضاء فئة من الناس لا تريد من الكويتيون البدون مشاركتهم في الوطن أصبح هو الواقع الذين نعيشه من أول أيام هذه القضية حتى يومنا هذا الأمر الذي يؤكد بأن حل قضية الكويتيون البدون لن يتم حتى إذاأنتهت السنوات الخمس التي وعد بها صالح الفضالة ، كما أن الأوضاع الأخيرة التي تعيشها البلاد من خلال مشكلة الأحزاب وتفرق الناس ما بين مؤيد ومعارض جعل من قضية البدون أمر لا أهمية له بالإضافة لذلك لا يوجد مسئول رسمي من الجهاز المركزي يخرج للإعلام ويوضح أخر مستجدات حل هذه القضية ولم نشاهد سوى بعض التصاريح التي نسمعها منذ سنوات بأن هناك دفعه قادمة للتجنيس وبالأخير تستفيد الصحيفة التي كتبت هذا الخبر من خلال بيع أكبر عدد من صحفها بسبب هذا الخبر ولا يتسفيد البدون من حل قضيته التي يعاني منها !! .أختم كلامي بقصة صغيرة حدّث بها الصولي عن الشاعر ابو العتاهية قال : لبس ابو العتاهية كساء صوف ودراعة صوفوآلى على نفسه ألا يقول شعراً في الغزل فأمر الرشيد بحبسه والتضييق عليه ووكل به صاحب خبر يكتب إليه بكل ما يسمعه فكتب إليه أنه سمعه ينشد :
أما والله إن الظلم لؤم ــــــــــ وما زال المسيء هو الظلومُإلى ديـّان يوم الدين نمضي ـــــــــــ وعند الله تجتمع الخصومُ
لأمرٍ ما تصرّفت الليالي ـــــــــــــ وأمرٍ ما توليت النجومُ
ستعلم في الحسبا إذا التقينا ــــــــــــ غداً عند الإله من الملومُسينقطع التروح عن أناس ــــــــــــ من الدنيا وتنقطع الغمومُتلوم على السفاهة وأنت فيه ــــــــــــ أجل سفاهةً ممن تلومُ
وتلتمس الصلاح بغير حلمٍ ـــــــــــــ وإن الصالحين لهم حلومُ
تـنـام ولـم تـنـم عنك المنايا ـــــــــــــــ تـنـّبــه للـمـنـيـة يا نؤومُتموت غدا وأنت قرير عينٍ ـــــــــــــــ من الغفلات في لحجٍ تعومُلهوت عن الفناء وأنت تفني ـــــــــــــــ وما حي على الدنيا يدومُتروم الخلد في دار المنايا ــــــــــــــ وكم قد رام غيرك ما ترومُسل الأيام عن أمم تقضت ــــــــــــــ ستخبرك المعالم والرسومُوما تنفك من زمن عقور ــــــــــــــــ بقلبك من مخالبه كلومُإذا ما قلت قد زجيت غماً ــــــــــــــ فمرٌ تشعبت منه غمومُوليس بذلك بالإنصاف حيّ ـــــــــــــــ وليس يعز بالغشمالغشومُ
وللمعتاد ما يجري عليهِ ـــــــــــــــ وللعادات يا هذا لزومُ
قال : فبكى الرشيد وأمر بإحضار أبي العتاهية وإطلاقه وأمر له بألفي دينار .. فمتى يزول الظلم من قلب البشر إذا كانوا لا يقدرون عليه ؟؟

الآن- رأي: منيف الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك