غالبية الأنظمة العربية لا تعبر عن شعوبها.. هكذا يعتقد الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2012, 11:52 م 1749 مشاهدات 0
الكويتية
صباحو / المناطحة والابتذال
عبد الرازق الشايجي
• يمتاز الاتحاد الأوروبي بأنه جمع 28 أمة ضمن اتحاد واحد، وتمتاز جامعة الدول العربية بأنها تفرق بين أمة واحدة ضمن 22 دولة. وفي الحقيقة فإن الدول العربية في كثير من أحوالها لا تعبر عن انقسام شعوبها بل عن انقسام أنظمتها وتفرقهم شيعا. ورغم أن كل نظام يحفر للآخر بطريقة أو بأخرى، إلا أن هناك محورين عريضين يميزان صفين من الأنظمة العربية. وأشدد هنا على أنها الأنظمة العربية وليس شعوبها، لأن غالبية الأنظمة العربية لا تعبر عن شعوبها أو أنها تحكمهم قسراً.
• المحور الأول هو محور المناطحة، ويشبه هذا المحور إلى حد بعيد مصارعة الثيران الإسبانية.. فالثور الهائج تكون ضحيته الأولى صاحبه أو الجماهير البريئة، في حين أن العدو الحقيقي للثور يبقى في مأمن عنه. ولنا هنا في النظام السوري خير مثال على محور المناطحة، فلما هاج كالثور بدأ بنطح شعبه حتى الموت في حين أن جيشه لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل طيلة عقود مضت منذ تولي الأسد الأب سلطاته الدستورية زعيماً مخلداً لسوريا.
• أما المحور الثاني من الأنظمة العربية فهو محور الابتذال، ويعرف الابتذال في لغتنا لعربية بأنه الامتهان. ومن أبرز الأمثلة على الابتذال حشرة تلتصق دائماً بدبر الخيل تسمى «قراد الخيل». ومن شدة ابتذال تلك الحشرة أنها لا تأبه بموت أخواتها إن أصابها ذيل الحصان بضربة من ضرباته، بل إن كل ما يهمها هو البقاء فقط في أقرب نقطة من دبر الخيل كي لا يصيبها الذيل. ومن الأنظمة العربية التي تمثل محور الابتذال هي نظام المخلوع حسني مبارك الذي التصق جداً بالكيان الصهيوني حتى جعل نفسه مبتذلاً رخيصاً غير مصون.
• وما بين هذين المحورين يقمع الفكر العربي بإعلام شقه مناطح وشقه الآخر مبتذل.. ويثور شعبنا العربي ضد المبتذل فيؤيده المناطح، ثم يثور شعبنا العربي ضد المناطح فيركب موجته المبتذل.. وفي الحقيقة فإن شعبنا العربي إنما يثور ضد المناطحة والابتذال على حد سواء.
تعليقات