المجموعات الدوائية تأمل في استهلاك نهم لعقارات التخسيس والحمية بقلم أندرو جاك
الاقتصاد الآنديسمبر 29, 2012, 11:57 ص 1434 مشاهدات 0
بينما يفسح الإفراط في الأكل الطريق لعام جديد معه تعهد بعمل حميات غذائية، تنفتح شهية شركات الصناعة الدوائية لارتفاع جديد في تجارتها.
بعد أعوام من الحذر والانتكاسات، تستعد عدة شركات أدوية للاستفادة مما يأملوا معه أن يكون هناك ارتفاع في المبيعات من أدوية موصوفة مرتبطة بالميل العالمي المتزايد للسمنة.
'لطالما كانت فئة مثيرة للتحدي، لكن هناك شعورا بأنه يتعين علينا فعل شيء ما تجاه السمنة مع استيعاب أنها وباء طبي'، جاء هذا على لسان بيتر تام، رئيس شركة التقنية الحيوية، 'فيفاس'، في ولاية كاليفورنيا. في الخريف الماضي أطلقت 'كيوزيميا'، وهو أول عقال للتخسيس ينال موافقة المنظمين في أمريكا خلال 13 عاما. في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن شركة آرينا، وهي شركة أخرى تعمل في مجال التقنية الحيوية في الساحل الغربي، ستطلق عقارها 'بيلفيك' بعد أن تحصل على ترخيص. والشركة الثالثة، 'أوريكسيجين'، تستعد للتقدم لنيل موافقة تنظيمية جديدة لعقارها التجريبي 'كونتريف'.
يقول سيموس سيمونيدز، كبير محللي التقنية الحيوية لدى شركة كوين: 'كان هناك تحول مهم للغاية بل ومفاجئ في رؤى المنظمين على مر السنين الماضية، أصبحت الشركات تسرِّح موظفيها وتؤجل إصدار المنتجات. والآن أصبحت هناك طفرة جديدة واهتمام من مستثمرين كثر'.
دائماً ما كانت أدوية تخسيس الوزن تُرى على أنها مثيرة للشكوك من مختصي الرعاية الصحية؛ بسبب أن فاعليتها محدودة ومخاطر الآثار الجانبية – تلك العوامل التي ظلت تطارد هذا المجال تأثير فقدان الوزن لعقار 'كويزيميا' أقل من 10 في المائة وعقار 'بيلفيك' أقل من 6 في المائة - وهذا تأثير كلاهما في ظروف مثالية وتحت إشراف طبي قوي.
وفي غضون ذلك، فإن شركة ويث 'التي أصبحت الآن جزءاً من شركة فايزر' ما زالت تكافح الادعاءات بحدوث عيوب لصمام القلب ومشاكل أخرى مرتبطة بمجموعة عقارات الحمية الغذائية التي سحبت عام 1997 والمسماة 'فين فين' التي خصصت احتياطيا بمبلغ 21 مليار دولار لتغطية التسويات. وقام المنظمون بعد ذلك بسحب عقار شركة آبوت المسمى 'ميريديا'، وفي أوروبا سحب - أيضاً - عقار 'ميدياتور' لشركة سيريفير وعقار 'أكومبيليا' لشركة سانوفي، والذي تم الربط بينه وبين الميل للانتحار.
وظل عقار وصفة تخسيس واحد في السوق في الولايات المتحدة 'زينيكال' من شركة روشي، والذي تمت الموافقة عليه عام 1999 ويباع الآن دون وصفة طبية من شركة جلاكسوسميثكلين باسم 'أولاي'. إنه يبدو آمناً نسبياً، لكن تأثيره متواضع ويؤدي إلى تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها. وهو ما حد من نجاحه التجاري وأحبط محاولات شركة جلاكسوسميثكلين في العثور على مشتر.
يقترح السيد تام أن الاهتمامات الحديثة من المنظمين الأمريكان بعقاقير الحمية الغذائية بدأت عام 2007 بدراسات على التأثير المهم لجراحة علاج البدانة ليس لتقليل السمنة فقط ولكن لتقليل معدلات وفيات ذات صلة. يقول إن في الشهور الأخيرة ربما تكون اللقاءات الطبية إلى جانب المناقشات العامة التي قادتها السيدة الأولى، ميشيل أوباما، قد أثبتت أهمية الحث على توجه أكثر تقبلاً تجاه الأدوية.
وفي الوقت الراهن، تبقى شركات الصناعات الدوائية الغربية الكبيرة عازفة عن الأمر، مع القليل من الإنتاج في مراحل متأخرة متوقع لشركة الحمية الغذائية المتخصص الدنمركية 'نوفو نورديسك'. امتد اختبارها لاستخدام علاجها القابل للحقن 'فيكتوزا' لفقدان الوزن.
أثبتت الشركات اليابانية أنها نشطة بشكل أكبر: تحالفت 'إساس' مع 'آرينا' و'تاكيدا' مع أوريكسيجين'. اقتراحات السيد سيميونيديز التي قد تعكس أنه حتى وقت قريب كانت الاستثمارات في شركات التقنية الحيوية لخسارة الوزن 'خياراً حراً' نظراً للشكوك العالية والقيمة المتدنية. 'لن يكون من المدهش إذا بدأنا في رؤية المزيد من المشاركة من شركات الأدوية الكبيرة الآن'.
في الوقت الحالي، يقول السيد تام: 'فضلنا أن نتخلص من أصحاب العروض وأن نفعل ذلك بأنفسنا لنبقى ذوي قيمة لدى حاملي الأسهم لدينا'، لكنه يتوقع احتمالية استخدام الإعلان المباشر للمستهلك وقوى بيع أكبر لتسويق 'كيوزيميا' للأطباء – وهو أمر سيحتاج على الأرجح شركة دوائية كبير لتشاركهم.
لن يكون المسار سهلاً. على شركة فيفاس أن توافق على مراقبة صارمة من المنظمين الأمريكان لتعقب كل مستخدم، بوضوح لتجنب خطر استخدامه من النساء الحوامل، حيث أن عقار 'كيوزيميا' يمكنه أن يسبب عيوب خلقية للمولود. كلما اشتد التسويق لأي من أدوية الحمية الغذائية الجديدة، كلما عظمت مخاطر سوء استخدامه، الفشل في تأمين العقار يصاحبه حمية وتمرين وخطر حدوث خيبة أمل لدى المستهلك.
جاري بالمر، المسؤول الطبي بشركة إيسيا الأمريكية، والتي ستنسق مع شركة بيلفيك لإطلاق عقار 'آرينا'، يقول: 'ما زلنا ندرس إذا ما كنا سنستخدم الإعلان المباشر للمستهلك. سيبدأ نهجنا مع متخصصين. هذا الأمر يتعلق بأن تكون مسؤولاً وأن تعلم الأطباء'.
سيدني ولف، رئيس مجموعة أبحاث صحية في 'بابليك سيتيزين'، وهي وكالة مراقبة أمريكية للمستهلكين تكافح الموافقة على أي عقار جديد، كتب أخيراً: 'السمنة - بلا شك - تشكل قلقا صحيا عاما، لكن هذا لا يعطي لإدارة الأغذية والعقاقير الحق في تجاهل الأدلة العلمية'.
ظل المنظمون الأوروبيون الذين اكتووا بنار تجربتهم السيئة الأخيرة مع 'أكومبليا' و'ميدياتور' متشككين ولم يوافقوا - إلى الآن - على العقارات الجديدة. والعديد من شركات التأمين على الصحة في أمريكا ما زالوا حذرين من التعويض عن دواء بفاعلية صغيرة وله فقط منافع محتملة على المدى الطويل للغاية، ما جعلهم يتركون المستهلكين يدفعون من أموالهم الخاصة.
دوني وونج، رئيس قسم الاضطرابات الاستقلابية في وكالة البحث السوقي 'ديسيجين ريسورسز' يتنبأ بأن ارتفاع السمنة سيزيد الطلب، لكنه يحذر: التوقعات مرتفعة للغاية بحق. يتوقع المرضى البالغين 55 سنة من العمر عاماً أن يرجعوا إلى وزنهم المثالي في سن العشرين، مع خسارة 15 إلى 20 في المائة، وهذا أمر بعيد المنال، وسيخيب ظنهم بشكل سريع'.
تقول الدراسات إن الجراحات التدخلية هي على الأرجح عالية المردود
إلى جانب الحمية الغذائية والتمرين، فإن ابتلاع حبة دواء قد يبدو أسهل وأقل الطرق ألماً لخسارة الوزن، لكن الدراسات الحديثة تقترح أن الجراحة التدخلية هي أكثر فاعلية، وهي على الأرجح نهج عالي المردود.
الأدوية الموصوفة طبياً، ناهيك عن الأدوية غير الموصوفة طبياً، هي تجارة مغرية، تباع على عاتق طلب المستهلك لمعالجة معدلات السمنة الزائدة، إلا أن الآثار الجانبية وقلة الفاعلية تترك العديد من المختصين غير مقتنعين بقيمتها.
ومع استمرار ارتفاع معدلات السمنة، فإن مثل هذه الطرق نادراً ما أدت إلى أي مقدار ملحوظ أو دائم لخسارة الوزن. علاوة على ذلك، قد يتطلب الأمر العديد من السنوات قبل أن تظهر التعقيدات الطبية، ما يجعل شركات التأمين مترددة لكي تدفع من أجل العقاقير. إنهم عادة ما يقصرون استخدامهم على هؤلاء الذين يعانون سمنة مفرطة، والتي يمكن أن يكون انعكاس الوقت فيها ما زال أكثر صعوبة.
في مثل تلك الحالات المتطرفة، قدمت جراحات علاج السمنة لتقليل حكم المعدة وتقليل الشهية وعوداً معتبرة. لقد نالت دعم معاهد من بينها المعهد الوطني لتطوير الجودة الصحية والسريرية، وهي وكالة المراقبة الطبية التابعة للحكومة البريطانية، والتي عادة ما ترفض الأدوية كونها غير عالية المردود.
حتى الخيارات التجريبية الأقل قبولاً التي تسمى 'منقولات' تعد أمراً واعداً هي الأخرى. إنها تشمل زرع مادة برازية من أفراد آخرين لزيادة البكتريا التكافلية في الأمعاء، والتي ترى الآن على أنها مهمة في تحديد السمنة.
في حين أن الجراحة مكلفة ومعقدة وتضع ضغوطاً على المستشفيات، فإن تأثيرها طويل المدى قد يفوق كمية ما ينفق اليوم على الأدوية ذات التأثير المحدود.
تعليقات