الكويت بدأت تتحول الى شيكاغو.. هذا ما يراه سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 28, 2012, 11:58 م 2582 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / جريمة 'الأفنيوز' جرس إنذار
سامي الخرافي
الجريمة المروعة، التي وقعت في مجمع «الأفنيوز» الأسبوع الماضي، كانت لها تداعياتها الواسعة، وشكلت صدمة حقيقية للمجتمع الكويتي المسالم، وقد ظهر ذلك من خلال الأحاديث الشخصية والجلسات العائلية، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» ووسائل الإعلام، بل إن الأمر وصل إلى مجلس الوزراء، الذي استنكر هذه الجريمة البشعة والغريبة على مجتمعنا الكويتي، التي تعد من الأعمال الشاذة غير المألوفة، والتي لا تنسجم مع قيمنا الفاضلة وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
إن مثل هذه الجريمة وغيرها من جرائم حدثت في الآونة الأخيرة خلال شهر واحد يجب أن تكون جرس إنذار، وتستدعي من الحكومة ومجلس الأمة الوقوف عندها وقفة جادة وحاسمة، فقد نشرت إحدى الصحف أخيرا أن «جريمة تقع في كل 30 دقيقة في الكويت، و15 ألف جريمة وقعت خلال 9 أشهر فقط، وبرغم تنوع الجرائم فإنها تصب في اتجاه واحد، وهو أن الكويت بدأت تتحول الى شيكاغو»، وهو ما يشير إلى خطورة الوضع الأمني، وتحمل وزارة الداخلية جزءا من المسؤولية عما يحدث، والدليل على ذلك أن من شاهدوا جريمة «الأفنيوز» اكتفوا بـ «الفرجة» على ما يحدث، ومنهم من انشغل بالتصوير، دون أن يكلف أحد منهم عناء التدخل أو إسعاف المصاب، والسبب في ذلك خوفهم من التحقيق كشهود، وخذ «موال»، مخفر ومباحث ونيابة وتحقيق وروح وتعال، مما يجعل الشاهد يكره اليوم الذي أدلى به بأي معلومة للداخلية.
بالإضافة إلى ذلك هناك قيمة أصبحت مفقودة لدى كثير من الناس، وللأسف، وهي قيمة «النخوة» والفزعة والشهامة، على اعتبار أنه لا أحد يريد أن يتدخل كي لا يصاب بمكروه من تدخله لحل الخلاف، حتى إن مسؤولي الأمن من الجنسيات المختلفة في جميع المجمعات التجارية يبتعدون عن التدخل خوفا من ذلك، إلى جانب تدخل الواسطات والمحسوبيات مما يؤثر في كثير من الأحيان في سير التحقيق وقلب الحقائق.
المطلوب الآن الاستعجال بالحد من هذه الظواهر الغريبة، وحسنا فعل بعض نواب مجلس الأمة، الذين التقوا وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، وبحثوا معه في سبل تعزيز الأمن داخل المجمعات التجارية والملاعب والأماكن الترفيهية، كما أن مراقب مجلس الأمة النائبة صفاء الهاشم كشفت عن تقديمها وعشرة نواب طلبا لتخصيص جلسة خاصة لمناقشة موضوع الانفلات الأمني، مؤكدة أنه تم تجميع تواقيع النواب وتم رفعه إلى رئيس مجلس الامة لتحديد موعد الجلسة، وما نأمله هو أن تدرس فكرة الاستعانة برجال الشرطة المتقاعدين وتعيينهم كرجال أمن في هذه المجمعات، وذلك للتعامل مع الحالات الطارئة، لما لهم من خبرة في هذا المجال، ومن الضروري أن تكون هناك حملات توعوية جادة ومباشرة بمشاركة وزارات الدولة (الإعلام والداخلية والاوقاف والشؤون والتربية) لنشر ثقافة التسامح والابتعاد عن العنف والعبث بأمن الكويت واستقرارها وترويع الآمنين فيها.
تعليقات