الغباء سمة من يعلم الناس الحرية ثم يحجر عليهم.. الدوسري مؤكداً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 28, 2012, 12:12 ص 1532 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / الجهل في زمن الحرية
محمد مساعد الدوسري
مشكلة كبيرة عندما ينفصل الإنسان عن الواقع، ويعتقد أنه في مأمن من حركة التاريخ والجغرافيا ودورة الحياة الطبيعية، وهي سُنن كونية لا راد لها إلا الله، ونواميس الكون ثابتة رغم كل ما يدور في هذه البسيطة وهي الثابت الوحيد وسط هذه المتغيرات المستمرة، ولكن هل هناك حاجة للتذكير بهذه البدهيات في كل مرة نتحدث فيها عن مستقبل شعوب العرب؟.
المُلاحظ لواقع الأمر لدينا في العالم العربي، وخاصة الخليجي منه، أن هناك مسعى محموم للعودة إلى الوراء في مسألة الحريات والحقوق لأبناء الشعوب العربية، وعلى الأقل البقاء على ذات الأوضاع التي تعيشها هذه الشعوب إن لم يتم التمكن من إعادتهم للوراء، وهذا والله لأمر لا يستقيم مع ما تم زراعته في صدور الخليجيين من قبل الحكومات التي أدارت شؤونهم طوال عقود، ولكن كيف؟
يتم اعتماد مناهج دراسية تتحدث عن العزة والكرامة والأنفة والحرية وتواضع خلفاء المسلمين الأوائل من الصحابة رضوان الله عليهم وتقبلهم للنقد بل وحثهم الناس على تقويمهم إن أخطأوا، وتوضع قصائد لكبار الشخصيات التي قادت شعوبها للتحرر من الظلم والاضطهاد والفقر والجهل، وبعد كل ذلك تتم محاربة كل مواطن يطالب بحقوقه أو يدافع عن حريته التي تعلمها من مناهج تُعلمها ذات الدولة!
يتم إرسال الطلبة لتلقي شتى أنواع العلم والمعرفة ومن ضمنها الحياة في دول تتمتع بحياة مليئة بالحريات والحقوق والديمقراطية، فيعيش فيها هذا الطالب لسنوات يتشبع خلالها بهذه العادات السيئة من وجهة نظر بعض الأنظمة ويعود إلى وطنه وهو متحفز لحياة يحظى فيها بحريته وحقوقه كما تعلم وعايش، إلا أن زنزانة حقيرة هي ما تنتظره عادة إن طالب بذلك.
الجهل يعشعش في عقلية من يُعلم إنساناً أن يتنفس، ثم يطالبه بعد ذلك بكتم أنفاسه، والغباء هي سمة من يعلم الناس الحرية ثم يحجر عليهم ذلك، فإن كانوا لا يريدون لشعوبهم حرية أو حقوق، فليوقفوا تعليمهم وليطمسوا تاريخ الإسلام الذي يزخر بذلك.
تعليقات