نريد من الداخلية الحماية لا الاضطهاد.. برأي سامي المانع
زاوية الكتابكتب ديسمبر 26, 2012, 11:53 م 815 مشاهدات 0
الكويتية
'الصفعة' لا تزال في قلبي
د. سامي عبد العزيز المانع
كيف يُصفع إنسان بهذه الوحشية؟ وما هي المصلحة الوطنية العليا لصفعه؟ ألم يكن وجود طفل بريء كطرف ثالث في الحادثة مبررا كافيا لمنع تلك الكارثة؟!. هي واقعة أكبر من كونها شرطيا بلا انسانية أهان إنساناً، بل إنها ترمز إلى عنوان أشمل وأعمق مفاده: «دولة تصفع مواطناً»، والحادثة تصلح لتعبر عن أي مواطن وأي دولة.
تزامنت الحادثة «الرمز» مع انعقاد القمة الخليجية، والظلم يتكاثر بعشوائية ويطل برأسه من كل جحر كل يوم في بلداننا، واليوم «صفعة».. وغداً بعد إبرام الاتفاقية الأمنية «صفعات». ماذا نريد؟! سؤال من المؤلم أن يسأل لنا مع انتهاء عام 2012، ولكنه وجيه، نريد أن لا تمس كرامتنا وحقوقنا، نريد أن يترسخ لديكم أننا شركاء، أننا نحن وأنتم سواء، أن تؤمنوا بأن قوتكم من قوتنا، وعزتكم من عزتنا، نريد من وزارة الداخلية الأداة الأخطر في يد أي نظام أن تحفظ الشعب وتحميه وتسهر على راحته لا أن تضطهده وتحتقره.
ولا يفوتنا أن نبارك لمن- تجاوزاً- نسميهم بشرا، أبارك لمن هلل ورحب ورقص على جراح الآخرين، لمجرد أن من تعرض للقهر ينتمي لمذهب لا يروق له، وأرجوك احتفظ بمظاهر سعادتك التعسة في قلبك الغليظ، وأن لا توزع الحلوى وتهتف: «ينصر دينك يا شرطينا الهمام على إهانتك لذلك الرا... وسلمت يداك»، ألا شلّت يداه.
وبهذه المناسبة المقززة، هناك طرف مو ناسينه، أجهش بالبكاء للصفعة ودعا على الظالمين في الثلث الأخير من الليل، ولم يرمش له جفن لتعذيب وقتل مواطن آخر في بلد آخر قد يكون أقرب موطناً وأبعد مذهباً، وصفق لسحل مواطن في مدينة الصليبخات يوماً ما، بل وبرر للداخلية وأفرادها الحلوين، فأنت يا «مزدوج» وشرطي الغفلة سواء، فقط وددت أن أقول لك إننا مو ناسينك.
لنختصرها، من لم يشعر بالضيق من مشهد الصفعة، ومن لم يتألم لألم الطفل، ومن لم يجرحه قهر الرجال، ومن لم ينتفض لضرب وسحل وتعذيب وقتل مواطن، هو شيء ما إلا أن يكون إنساناً. وإننا نزعم أن المغالين الطائفيين من جميع الأطراف عندما استنكروا ما وقع على هذا المظلوم أو ذاك ليس لأنهم يقطرون إنسانية، بل لأنهم غارقون في الاصطفاف والمذهبية، وعليهم أن يسارعوا في العلاج من هذا المرض المعدي، خيراً لهم ولأوطانهم، وفي النهاية نتساءل، كما يتساءل غيرنا، هل «الصفعة» مرتبطة بالوجه تحديداً؟ أم تتعدى إلى تلك العضلة المسماة «القلب»؟
تعليقات