الفساد كما يراه عبد الهادي الصالح الداء الذي قصم استقرار الكويت
زاوية الكتابكتب ديسمبر 24, 2012, منتصف الليل 666 مشاهدات 0
الأنباء
م 36 / قدرة الحكومة على محاربة الفساد
عبد الهادي الصالح
محاربة الفساد العنوان الأكبر لأولويات الحكومة ومجلس الأمة ـ كما هو معلن ومفترض ـ والذي يعتبر الداء الرئيسي الذي قصم الاستقرار السياسي في الكويت، ولكن السؤال بعد هذا الوضع المرير الذي نعيشه هل الحكومة بالفعل جادة في محاربة الفساد والقضاء عليه أم أن أصحاب النفوذ ورؤوس الفساد أقوى وأشد تمرسا من الحكومة؟! لا نملك إلا التفاؤل، والحكومة لا تحتاج إلى دراسات ولجان وأبحاث ومؤتمرات..إلخ، حتى تقتنع بمدى استشراء الفساد «بكل صوره» ومدى الضرر الذي أصاب البلاد وعلى كافة وأعلى المستويات، فالأمور واضحة صريحة جهارا نهارا، ويفترض أن جدية هذه الحكومة تظهر فورا في نهج تشكيلها لكن الحوار الذي بثته فضائية «الراي» مع النائب سيد عدنان عبدالصمد مساء الخميس الماضي والذي امتاز بشفافية متناهية كشف عن ملابسات هذا التشكيل، فإذا كان ذلك صحيحا ـ وأعتقد أن النائب عبدالصمد صادق لا يكذب فعلى التفاؤل السلام، ومما طرحه من مضامين مع تعليقاتنا ما يلي:
٭ جعل أحد أعمدة «حدس» ـ الإخوان المسلمين سابقا ـ مستشارا في عملية التشكيل يشارك في مفاوضات اقناع المرشحين، ما يعني عدم الوقوف على مسافة واحدة من القوى السياسية مع تجاهل القوى الأكبر في مكونات مجلس الأمة السياسية.
٭ التغيير المفاجئ وفي آخر اللحظات في تعيين الوزير صفر واعفائه من التشكيل بزعم أنه لا يمكن أن يكون وزيرا ونائب وزير مجلس الأمة لإثناء ترشح النائب سيد عدنان عبدالصمد له، من تجمع سياسي واحد، وذلك بضغط من جماعة معينة، وهو أمر شاذ وغير معروف في تشكيلات الحكومات ومكاتب البرلمان في تجاهل الأكثرية الحزبية أو القوى السياسية في الدول الديموقراطية، إضافة إلى أن الاستماع لجماعة واحدة أو نافذ واحد معناه أن الحسد السياسي أو النهج الإلغائي والتهميش سيكونان سيدي القرارات اللحظية الانفعالية وهي كلها لا تصلح لقيادة دولة ذات نسيج متنوع. ويزيد الطين بلة ان تنقل إحدى صحفنا ان التغييرات التي حدثت في انتخابات نائب رئيس مجلس الأمة كان الوضع الاقليمي وهواجسه حاضرين مما يعيد إلى الاذهان مقولة «الهلال» التي ستفترس الإقليم، وهذا إن صح فإنه مبدأ خطير جدا يسلب القرار الوطني الكويتي استقلاليته، دون أن نتجاهل أهمية التعاون الإقليمي واعتبارات أحداثه لكن لا يصل إلى أدق تفاصيل أمورنا الداخلية ويسلبها!
وهناك أمور أخرى فضحها هذا اللقاء مع النائب عبدالصمد، ويدعوه هو وغيره من النواب مثلما ندعو أركان الحكومة ووزراءها الى أن تتسم خطاباتهم وأحاديثهم بالشفافية، فلم يعد أحد منهم بقادر على ان يكتم ما يجري في الكويت من أمور عامة وبالذات فيما يتعلق بالفساد ومحاربته.
تعليقات