ديموقراطيتنا عرجاء بلا أحزاب.. هكذا يعتقد ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 574 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  سرطان الفساد ومثقفون متسلقون

ذعار الرشيدي

 

كما أننا لم نتحول إلى الديموقراطية الشاملة بمفهومها العام، فنحن أيضا لم نتحول إلى دولة بوليسية كما يروج البعض هذه الأيام، فلا المفهوم الأول مطبق بشكل كامل ونحن نعترف بذلك، ولا المصطلح الثاني موجود لدينا، الكل يعرف ان ديموقراطيتنا عرجاء بلا أحزاب، ولكن لدينا هامشا كبيرا من الحرية، ولايزال التقاضي سيد الفصل بين المتنازعين أفرادا أو مجموعات أو شخصيات اعتبارية، وقضاؤنا لايزال بخير.

***

هنا لا يمكن القول بأننا بلد ديموقراطي 100%، ولكن مع بعض تجاوزات رجال الأمن في التعسف مع المتظاهرين لا يمكن أن تقول أيضا إننا تحولنا إلى بلد بوليسي، فاتقوا الله في وصفكم لبلدكم، واتركوا عنكم التأجيج، نعم هناك أخطاء وممارسات قد تكون فردية وقد تكون ممنهجة من أفراد معينين ومحددين في وزارة الداخلية وهذا واقع شهدناه خلال الأيام الماضية، ولكن هذا لا يحولنا إلى بلد بوليسي، فهذا الوصف قاس جدا جدا، نعم هناك متظاهرون تم التعامل معهم بقسوة غير مبررة في مخالفة لصريح القانون، وأنا معهم، ولكن هذا لم يحولنا إلى بلد بوليسي، هدوا اللعب شوية، لا يجوز إطلاق الأوصاف بالمطلق، ولابد أن نعترف بأن هناك تعسفا تجاه أشخاصا محددين بعينهم دون غيرهم وهذا أمر يجب ألا ننكره أو نغض الطرف عنه، ولابد أن تتخذ وزارة الداخلية إجراءاتها بهذا الخصوص وخاصة في ادعاءات تعرض بعض الموقوفين لسوء المعاملة.

***

لا يوجد أسهل من التحول الديموقراطي الكامل، وأن نكون بلدا ديموقراطيا حقيقيا، ولكن قبل الشروع في التحول، علينا أن نوجد أرضية خصبة لإعادة زراعة الديموقراطية، وأول تلك الأشياء بل أهمها استئصال أورام الفساد تماما، وإلا فإن أي محاولة لتطبيق القانون الكامل الشامل العادل والديموقراطية الحقيقية أشبه بمحاولة زراعة نخلة في «صبخة».

***

توضيح الواضح: عدد الناشطين السياسيين في الكويت أصبح كبيرا جدا إلى درجة أنه سنتمكن في غضون عام أو عامين على أقصى تقدير تصديرهم إلى الخارج، لنصبح دولة تصدر النفط.... والناشطين!

توضيح الأوضح: في كل بلدان العالم عندما يكون هناك حراك سياسي احتجاجي عادة ما يكون المثقفون في طليعة الحراك، في الكويت اختبأ أغلب المثقفين وغابوا عن المشهد تماما، إلى درجة بدأنا نشك في أنه يوجد لدينا مثقفون، وبدأنا نشك أنهم ليسوا أكثر من أدعياء ثقافة يبحثون عن أمسية هنا وجائزة حكومية هناك عن التقرب من الحكومة أحيانا، يا سادة ويا سيدات هذا لا يجعلكم مثقفين بل متسلقي ثقافة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك