الميزانية بين السياسة والاقتصاد بقلم د. محمد بن سعيد آل أحمد

الاقتصاد الآن

955 مشاهدات 0


 حَظي ويحظى وسيحظى موضوع الميزانية أو الموازنة باهتمام واسع على مختلف الأصعدة. ففي الدول المتقدمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة واليابان - على سبيل المثال - يتصدر نقاش الميزانية أهم الأخبارالمحلية والعالمية. وتحظى باهتمام المحللين كلٌ في مجال اختصاصه، وكلٌ ينظر إليها على أنها صراع بين فرقاء يحاول كل طرف أن يحوز أو يفوز بأعلى نصيب منها - وفقاً لأحد تعاريف علم السياسة للمفكر الأمريكي ''هارولد لازول'' في كتابه المُعنون:   politics: who gets what , when and how

وترجمته: السياسة: من يحصل على ماذا ومتى وكيف؟ أو تعريف آخر للمفكر الأمريكي ''روبروت دول'' عندما عرّف السياسة بأنها التوزيع السلطوي للموارد والقيم في المجتمع. فمن له خبرة أو اشترك وشارك في مناقشات الميزانية مع مندوبي الجهات الحكومية، يدرك ما ذهب إليه المفكران في تعريف السياسة ومدى تطابق ذلك مع واقع الميزانية. وهناك من ذهب أبعد واعتبر الميزانية عملا سياسيا أكثر منه ماليا واقتصاديا، وعلى رأس أولئك أستاذ السياسات العامة ''ارون ولدفاسكي'' الذي توفي قبل عدة سنوات، حيث أصدر كتابا في عام 1964م وأعيد نشره بعد 20 عاماً، حمل عنوان الإجراء السياسي للموازنةPolitics of the budgetary process، والكتاب يعد من أفضل المراجع في دراسات الموازنة، ففيه يوثق بالأرقام والمداولات التي تجري أثناء مناقشات الميزانية في البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي بمجلسيه، ما ذهب إليه من أن الموازنة أداة سياسية أكثر منها مالية أو اقتصادية. وعلى ذلك الأساس تولي الحكومات الغربية - واليابان على وجه التحديد - مناقشة الموازنة عناية خاصة، وتسند تلك المهمة إلى أشخاص مؤهلين تأهيلاً عالياً في شتى المجالات دون استثناء. نظراً لما تحمله نتائج تلك المناقشات من آثار إيجابية أو سلبية - لا قدر الله - على الأصعدة كافة. فعندما يتولى مناقشة الموازنة من الطرفين: الجهة الحكومية المسند لها إعداد الموازنة والجهات الحكومية طالبة الاعتمادات، بأشخاص غير مؤهلين ولا يعيرون المعايير العلمية أو ما وصلت إليه طرق وأساليب إعداد الموازنة أي اهتمام، فما عسانا نتطلع إليه؟

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك