الربيع العربي زاد من مواجع الشعوب العربية.. بنظر سالم الخويطر
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2012, 11:40 م 1178 مشاهدات 0
الشاهد
الربيع العربي القاحل
سالم مبارك الخويطر
منذ أن أطل علينا الربيع العربي من تونس الخضراء ونحن العرب نعيش حالة من التشرد والضياع وعدم الاستقرار السياسي والفكري أضعنا الاتجاهات الأربعة فزادت اتجاهاتنا، كنا نظن بأن ربيعنا العربي سيكون جميلا مزهوا باللون الأخضر كحال كل ربيع في العالم، وإذا به قاحل كالح قاتم بكل ألوان الحزن والألم،وهذا ما تؤكده الأحداث المتتالية والتي أعقبت سقوط الدكتاتوريات والزعامات الوهمية والتي عشنا سنين ونحن نصفق لها تصفيق الأبطال الفاتحين، وإذا أردنا تحليل واقع الربيع العربي فلتكن البداية مع سقوط طاغية العراق قبل سنوات وواقع العراق المر الذي يعيشه الآن،من حالة عدم الاستقرار السياسي وغياب الأمن وعدم وضوح الرؤية لمستقبل وحدة العراق من خلال الدعوات المستمرة للتقسيم والانفصال من بعض الكيانات،ومع اضمحلال الربيع العربي لسنوات منذ سقوط النظام العراقي جاء البوعزيزي ليشعل شرارة الربيع العربي من جديد فكانت ثورة الشعب التونسي على الدكتاتور بن علي الذي هرب غير مأسوف عليه الى خارج البلاد بعد ظلم دام سنوات للعباد،وها هي تونس تعاني من عدم استقرار وصراع ايديولوجي بين الليبراليين والاسلاميين خصوصا مع وصول الحركة الاسلامية لمقاليد السلطة،والحال ينطبق على الوضع في ليبيا ومصر والأردن والصومال ولا نستبعد دول الخليج من هذا الصراع الايديولوجي الذي بات يتصدر المشهد السياسي،
لقد زاد الربيع العربي من مواجع الشعوب العربية،فما جاء به من ديمقراطية ناقصة كل يريدها لمصلحة حزبه وفكره وتوجهه،وحرية تعبير ورأي تكاد تكون كالجنين المشوه، وأحياء الصراع الايديولوجي والطائفي السني الشيعي، في العراق والبحرين والصراع الاسلامي الليبرالي الذي يكاد يعصف بالربيع العربي ويحوله الى خريف متخارف، وهذا ما تشهده مصر الآن عقب وصول الاخوان لمقاليد السلطة بعد تهميشهم وأقصائهم من المشهد السياسي لعقود مضت والزج بهم في المعتقلات والسجون.
ومع التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال ونقل المعلومات أصبح الخوف والهاجس من استمرار الربيع العربي بصورته السوداء الحالية وانتقاله من مكان الى آخر بكل سهولة ويسر.
حالة الفوضى التي تعيشها الشعوب العربية متوقعة وذلك بسبب عدم فهمها لمعنى الحرية والديمقراطية فهي لعقود طويلة كانت تعيش الخوف من الأنظمة الدكتاتورية ولم تفكر سوى بالبحث عن لقمة العيش،والتي يبدو أنها ستطول وهي تبحث عنها في ظل الربيع العربي القاحل.
تعليقات