أنا البدون .. وأنت بكرامة
زاوية الكتابكتب دويع العجمي ديسمبر 20, 2012, 6:58 م 6509 مشاهدات 0
في ظلمات الأيام يتأملون ذاك النهار الذي معه تنجلي جبال همومهم ويمسحون بآخر مناديل الصبر دموع اليأس التي حفرت للحرمان قصوراً في محاجر عيونهم
أن تكون 'بدون' فهذا يعني أن تعيش على صفيح الأيام كورق التوت أسرع من ينضج وأول من يسقط في حناجر الساسة الذين بقضيتهم يتكسبون وما إن يصلوا يسقطونهم من عناوين صفحات المصالح ليدونوهم في هامش جداولهم كما دونهم قبلها من على الأرائك غافلون
لن نكذب ولن نطمس الحقائق فهم لا يُعاملون كالبشر ولا حتى بحقوق الإنسانية يتمتعون
فأصوات مطالبهم نشاز وعزف ألحان مظالمهم انقلاب ومناصرة قضيتهم خروجٌ على أولي الأمر والأفضل أن يبقوا كما كانوا ولا زالوا .. بقايا بشر
بقايا ليلٍ أظلمت قناديله وضاعت معه الرؤيا فمشى فيه وزير الداخلية وقواته متكبرين ليهتكوا أستار كرامة أناسٍ بحجة أنهم بدون وليتهم اعتبروا من سيدنا سليمان وكيف صان حرمة النملة وبيتها وهي التي لا حول لها ولا قوة
فعذراً أيها التاريخ فلسان الحقائق يحتاج لتغيير فهولاكو ليس كابرٌ ومبير ومافعله في 'بيت الحكمة' أكثر شرفاً مما فعلته قوات الداخلية في اعتصام البدون وحديث وزيرها عن حرية الرأي كحديث المومسة عن مآثر غزوة أحد وفضل الصيام !
وليته إسترق السمع خلسة في رحاب 'تيماء' ليسمع أنين جراحها وهي تنزف قائلة
أنا البدون .. أنا الذي أسمع وأرى ولكن لا أقوى الحديث فكلماتي لاتروق لهم وفي صوتي زلزال القهر قادمٌ لا محالة ،أنا البدون الذي إذا تحدثتم عني قلتم لجليسكم وأنت بكرامة ورُبّ بدونٍ أشرف من بشوتكم ، أنا البدون الذي سُلبت حريتي بقراراتكم وأسمعتوني صوت مطاعاتكم لأني رفضت حياة الرقيق ، أنا البدون الذي طوال خمسين عاماً أعيش بالعراء فلا أساس لوجودي ولا سقف يأويني من فقر الحياة وشقاء الدهر ولا وظيفة تحفظ ماء وجهي لأشتري براتبها مايستر جسدي من برد الشتاء ولواهيب الصيف
أنا البدون الذي افترشت الحزن بساطاً وعليه قدمت بضاعتي قليلٌ من القهر وكثيرٌ من الصبر وإني على حالي لحزين ، أنا البدون الذي دُفنت حياً وشربت من كؤوس الكذب وعوداً سرعان ما أفقت من سكراتها على صفقات القمع ومكافحة 'الشعب' لينكشف الستار عن حقيقة نواياكم ومن أنتم تقمعون
أين عمر بن عبدالعزيز لينصفني ، أين صلاح الدين ليعز شأني
أين الفاروق ليرى بعينه كيف إستعبدوني وقد ولدتني أمي حراً فأذلوني وسلبوا كرامة الحياة مني
قسماً ياسيدي إنك لتُسأل عنا .. وليتك تكرمنا بزيارة لترى بعينك كيف يكون غداء العائلة ،
تلك العائلة التي حُرمت التعليم جوراً ورُفضت من الوظائف ظلماً وطردت من الحياة تكبراً ولازالت تنتظر بصيص الأمل فرجاً من حال العدم إلى دنيا الوجود
فحياة البدون مبتدأ خالي التشكيل فلا ضمة ولا سكون وتنتظر الخبر اليقين ليصبحبوا في كتاب الحياة جملةً مفيدة تُدوّن في صفحات الإنسانية التي بسطورها تتغنون
فالحياة بلا لون .. عدم
والأيام بلا عمل .. وهن
وفي قواميس العرب يقولون إن الحر إذا أهنته فترقب ساعة الإنتقام .. فإلى متى وهم إلى المجهول يجدفون !؟
إضاءة:
الأمة التي لا تطبق العدل يكثر فيها الجدل
فالعدل أساس الملك
آخر السطر:
وش أعينك فيه يافهيد
وأنت ألغيتني وشطبتني من الحياة
دويع العجمي
تعليقات