الركوع لله وحدة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 19, 2012, 6:39 م 1828 مشاهدات 0
قال الله تعالى 'ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين'.
هذا ما يقوله الله سبحانه وتعالى بمحكم كتابه بخلاف من يقولونه مفتين أي نظام إسلامي اتركوا الخلاف جانباً وتماسكوا وتحدوا وأطيعوا وركعوا وأنصتوا وسكتوا ...الخ.
فالطاعة واجبه والإنصات واجب ولكن بالمقابل أيضا يجب على كل نظام الإنصات لشعبه وطاعته لان الدول تقوم على الشعوب وما الحاكم والمحكوم إلا وقود تنمية الدول وتطورها من اجل تعزيز مكانة الإنسان ورقيه.
لهذا فلماذا دائماً الشعوب تغفر لأنظمتها أخطائهم وزلاتهم ولكن بالمقابل لا نجد ان هناك من يغفر لعامة الناس إذا احتجوا أو تكلموا بصوت عالي خاصة بمجتمعاتنا الإسلامية لان اغلب المسؤولين لا يعرفون مناهج التطور والذهاب للحداثة التي تنطلق منها كل حضارة.
فلم يبدأ التطور بكل العالم إلا من خلال نفر قليل غير راضين يبدؤون بالكلام ويوجهون أصابعهم لمكان الفساد وجحوره وهنا ينطلقون هؤلاء النفر للبحث عن الحلول ووضع التصورات فيحاكي هذا النفر ذاك النفر وينظم لهم نفرات والنفرات يتحولون إلى شعب يريد السلام ومعالجة الأخطاء من خلال الرأي والسند والحجة والدليل والحوار الصادق البعيد عن التملق ، وهذا لا يكون إلا عن طريق هذا التدافع الذي ذكره الله سبحانه بمحكم كتابه الكريم ، فيكونون هؤلاء النفر أو النفرات أو النفر هم الشعلة المضيئة لكل وطن يريد ان يتجه نحو الحضارة والتقدم ، فلم نشاهد أو نسمع حراك حضاري كان بهذه العالم منذ نشأته ، إلا وواجهه ونبح عليه لاعقين حذاء السلطة وأعوانها فمنهم من يقول هذه فتنه ومنهم من يقول هذه كارثة تحل بمجتمعنا ومنهم من يقول هؤلاء سفلة وهكذا ولم يفكر او يخطر ببال هؤلاء النابحون بوجه إخوانهم الباحثون عن الحقيقة ان ما يقولونه بحقهم هو الفتنه وهو الضياع وهو المأزق فنحن نعيش الآن زمن الفضاء المفتوح والتواصل الاجتماعي إلا محدود وعليه لم نسمع ان بمجتمعنا الإسلامي دوله وجهة دعوه للحوار لمعارضيها للوصول لنقاط التقاء لتوحيد الكلمة ولم نشاهد أي تعاون يثبت ان الدين لله والوطن للجميع بل كل ما نشاهده بأرض الواقع تخوين وسجون وقمع وتزوير لكل حقيقة وأنا اقصد هنا الكل وليس البعض فشعوبنا ليس لديها خلاف مع حكامها واغلبها محبه لهم ومدافعه عنهم ولكن الخلل يكمن بالأجهزه التي تنقل المعلومة وتزور الحقيقة.
ان الفتنه الحقيقية هي غياب الحوار وتحدي الآخر للآخر وهنا يثبت التاريخ بما ذكره بمجلداته انه لن يستفيد كلا الطرفين المختلفين من اي صراع داخل مجتمعهم وان استفادوا لن يكون بزمنهم بل بزمن أحفادهم لان نيران الفتن تظل موقده لزمن طويل لهذا ليس أمام اي مجتمع مختلف إلا ان يواجه بعضه البعض برؤية واحترام للاختلاف وتقريب نقاطه التي من الممكن ان تلتقي ..
هنا قد تتعالج المشاكل وتلتئم الجروح بحكمة رجال الدولة المختلفين أما اذا فقدت ألحكمه ورتفع الصوت وستخدم كل طرف قوته سينتشر الحقد ويتوسع الجرح ويتألم الوطن الذي هو بالأصل للجميع دون تميز احد عن احد لهذا ابحثوا يا ساده عن حقيقة الاختلاف وتعمقوا بفهمه وتناقشوا بتجرد بعيد عن البطولات والتكسب وبكل تأكيد سينجح هذا المجتمع إذا استطاع تحقيق احترام ذاته لذاته.
لهذا دائماً نجد بقرأننا الكريم تكرار الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب الإنسان بقوله تعقلوا ، تفكروا ، تدبروا .. فهل يفهم قومي هذه السطور.
المحامي شريان الشريان
تعليقات