المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار.. بنظر الرويحل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 18, 2012, 12:15 ص 2311 مشاهدات 0
عالم اليوم
بالعربي المشرمح / سياسة الإقصاء والاستحواذ!!
محمد الرويحل
يبدو أننا في زمن لم يعد به من يعي معنى الوطن ولا العمل لأجله ولمستقبله، ويبدو أننا نمارس أبشع الممارسات السياسية الهدامه وهي سياسة “الأنا” ومن بعدي الطوفان، ولأنه من طبيعة الأشياء أن تطغى المصلحة الشخصية على بقية المصالح فمن الطبيعي أن يكون الخلاف بيننا على ذلك أشرس مما يتوقعه المرء..
لقد أصبحنا في مفترق طرق والسبب بات واضحا وجليا ويكمن في الخصومة الفاجرة بين طرفي النزاع وعنادهما فلا الحكومة لديها الإستعداد للتنازل ولا خصومها مستعدون لذلك والكل منهم يسعى لإقصاء الآخر والاستحواذ على القرار وتسّيد الموقف ..
لقد أصبحت سياسة الإقصاء والاستحواذ نهجا يمارسه الفرقاء بل باتت ثقافة مدمرة نتائجها سلبية على الوطن ومستقبله والكل منهم يمارس عناده على حساب الوطن والمواطنين دون أي مبادرة وطنية مخلصة تسعى لوقف هذا الخصام المدمر وهذا العناد المخيف الذي طغى على المشهد السياسي فنتج عنه كل هذا العبث اللامسؤول والذي سيدمر الجميع بما فيهم أطراف النزاع ..
ومن المنطق والعقل ومن أجل الوطن والمواطنين لابد لطرف ثالث لاعلاقة له بأطراف النزاع أن يلعب دوره الوطني في وقف هذا العبث ويبادر لعقد مؤتمر وطني للحوار بعيدا عن سياسة الإقصاء والاستحواذ يكون شعاره الوطن للجميع ويبتعد عن المصالح الشخصية والخصومات العبثية فالوقت لم يعد يحتمل التأخير وممارسات الحكومة وخصومها باتت واضحة بأنها ممارسات كسر العظم وليست ممارسات بناء وتنمية وإصلاح الأمر الذي لو ترك كما هو سينتقل هذا الصراع المدمر لبقية أفراد المجتمع وسننقسم الى فريقين متصارعين الكل منا يخطط لينتصر على الآخر وهو ما ستكون نتائجه كارثية على الجميع دون استثناء ..
يعني بالعربي المشرمح أدعو لعقد مؤتمر وطني للحوار والمصالحة وانهاء حالة الصراع العبثية وسياسة الإقصاء والاستحواذ التي يمارسها أطراف النزاع والتي باتت نتائجها المدمرة واضحة وجلية خصوصا وأن أطراف النزاع لايمتلكون الحلول والرؤية المستقبلية للخروج من هذا العبث وكل منهم مصر على الانتصار على خصمه دون أن يدركوا أن الانتصار الحقيقي هو انتصار الوطن وانتشاله من هذا العبث الذي لو استمر بهذه الطريقة سيدمر الجميع يعني بالعربي المشرمح المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار على قولة مارتن لوثر كينغ ..
تعليقات