زحمة العمل السياسي الشعبي كما يراها الجاسم 'طبيعية'!

زاوية الكتاب

كتب 759 مشاهدات 0


الكويتية

الميزان  /  زحمة العمل الشعبي

محمد عبد القادر الجاسم

 

الساحة السياسية الكويتية، على مستوى العمل الشعبي، تعاني من «زحمة» غير مسبوقة، فهناك أطراف عدة تعمل على هذه الساحة يجمعهم التنسيق حينا ويفرقهم اختلاف الرأي أحيانا، والجميل في هذه «الزحمة» أنها تكشف عن قدرات الشباب المنخرط في العمل السياسي، فبعضهم لديه قدرات فائقة مميزة، إضافة إلى العمق الفكري والقدرة على التحليل، كما أن هناك فئة من الشباب قادرة على العمل الميداني غير العلني الذي يتطلب التخطيط بهدوء، وهناك مجموعات قادرة على القيام بالاتصال والتنسيق واستطلاع الرأي، والأهم من ذلك كله هناك شباب لديهم الاستعداد للاستمرار في العمل السياسي من دون ارتباط هذا العمل حصرا بموضوع مرسوم الصوت الواحد، أي مباشرة العمل السياسي على المدى الطويل لحين تحقيق إصلاح سياسي جدي.
إن «الزحمة» التي يعيشها العمل السياسي الشعبي حاليا هي نتيجة طبيعية جدا لعملية التغيير التي تحدث حاليا في الطبقة السياسية الشعبية، وسوف تفرز في نهاية المطاف طبقة جديدة ستدير العمل السياسي الشعبي لسنوات مقبلة مقابل تراجع دور القيادات التقليدية التي هيمنت على هذا العمل لعقود مضت.
ومن الطبيعي أيضا أن يؤدي استمرار الأزمة الحالية وعدم تحقيق نتائج سريعة إلى شعور بعض الشباب الذين انخرطوا في العمل السياسي مؤخرا بالإحباط، وربما التفكير في الانسحاب.. هؤلاء يبدو أنهم ظنوا أن إسقاط مرسوم الصوت الواحد والعودة إلى نظام الأصوات الأربعة عملية سهلة لن تستغرق وقتا، لكنهم اكتشفوا أن الأمر ليس كذلك، مما أدى إلى تسلل الإحباط إلى نفوسهم.
إن العمل السياسي يحتاج إلى «نفس طويل»، كما يحتاج إلى الاعتياد على تحقيق الانتصارات وتقبل الخسارة أيضا، وهو لذلك عمل لا يناسب سوى من لديه القدرة على استيعاب وتحمل الضغط والتوتر، وفي جانب من العمل السياسي هناك أضواء براقة تغري للذهاب إليها، كما هناك عمل جاد في غرف مغلقة لا يصل إليها ضوء الإعلام، وفي نهاية المطاف أستطيع أن أقول إن الكويت كسبت كوكبة من الشباب الواعي المخلص.. شباب على استعداد تام للتضحية مقابل رفاه المجتمع ورقيه وتطوره، والكثير منهم يعمل بصمت بعيدا عن الأضواء، وسوف يكون لهم شأن كبير بإذن الله.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك