كيف سيتعامل الخليج مع الاحتقان الطائفي في المنطقة؟.. شملان العيسى متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 739 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  التعامل مع محيطنا الملتهب

د. شملان يوسف العيسى

 

في الوقت الذي تركز فيه الحكومة والنواب الجدد ووسائل الاعلام المختلفة جهودهم على اوضاعنا المحلية بكل ابعادها.. تشهد المنطقة العربية ومحيطنا الاقليمي تغيرات جذرية تتطلب وجود مراكز للدراسات الاستراتيجية التي لا نملك حتى واحدا منها لا في الجامعة ولا في الدولة.. التغيرات السريعة في المنطقة سوف تؤثر في الكويت ودول الخليج وسيكون لها ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية.
المسؤولون الروس اعترفوا بأن انتصار مسلحي المعارضة في سورية محتمل وبدأوا الحديث عن ضرورة اجلاء المواطنين الروس في سورية.. الامين العام لحلف الناتو اكد بأن النظام السوري يوشك على الانهيار وان المسألة مسألة وقت.. لا احد يعرف متى سيسقط النظام في دمشق لكن سقوط النظام حتما سيؤثر في دول الجوار وتحديدا تركيا والعراق ولبنان والاردن وايران التي تربطها علاقات استراتيجية مع سورية.
الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي التي اعترفت بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري تجد نفسها اليوم في ورطة فـ«جبهة النصرة» التي هي من فروع القاعدة في العراق اصبحت واحدة من اكثر القوى تأثيرا وبراعة في القتال ضد الاسد ومن هنا ثمة مخاوف من ان تتمكن هذه المجموعة بالنهاية من اختطاف الثورة ومن ثم البروز كقوة مهيمنة بعد اسقاط الاسد من السلطة.
الادارة الامريكية تتحدث عن احتمال ان يحتدم صراع طائفي بين سكان البلاد السنة والمسيحيين والعلويين ومجموعات اخرى من الاقليات بعد الاسد.
جارنا في الشمال يشهد تغيرات جذرية خطرة بعد احتدام الخلاف بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان حول النفط والحدود والاراضي والحكم والسلطة والموارد الطبيعية.. حيث فشل الحوار بين الطرفين، الاكراد يدعمون الثوار في سورية بينما تدعم الحكومة العراقية النظام السوري بضغط من ايران.. كيف يمكن التعامل مع الواقع الجديد في العراق؟ حيث من المتوقع ان تشتد الحرب الطائفية بين السنة والشيعة في العراق بدعم من النظام الجديد في سورية وهنا حتما ستدعم ايران العراق، خصوصا بعد سقوط سورية ولن تتخلى ايران عن العراق.. لاعتبارات كثيرة لا يتسع المجال هنا لذكرها.
السؤال كيف ستتعامل الكويت ودول مجلس التعاون مع الاحتقان الطائفي في المنطقة؟ هل اعددنا تصورات علمية محايدة وواقعية لتفادي كل المشاكل المقبلة علينا في دول الجوار العربي؟ ماذا عن الاردن ولبنان وهما الحليفان الرئيسان لدول المجلس والكويت حيث تواجه الاردن موجة من الاحتجاجات والاضطرابات التي يقودها الاخوان المسلمون ضد النظام الملكي المستقر… لبنان كذلك يشهد حربا طائفية في شماله حيث تشهد مدينة طرابلس السنية معركة مع اخوتهم العلويين في المنطقة المجاورة لسورية في طرابلس.
ما نريد قوله ببساطة هو ان مشاكلنا الداخلية على الرغم من اهميتها الا انها يجب ألا تشغلنا عن المشاكل المتراكمة في محيطنا العربي.. الاستفتاء الشعبي الذي بدأ في مصر يوم امس (السبت) وسيتم استكماله الاسبوع المقبل حول وضع الدستور المصري الجديد لن يحل المشكلة بين التيار الديني (الاخوان والسلف والجهاديين) والتيارات والاحزاب المدنية الاخرى المناهضة لمفهوم الدولة الدينية.
هذه المشاكل العربية المتراكمة كلها نتاج طبيعي لثورات الربيع العربي التي اختطفتها قوى الاسلام السياسي.. فالصراع بين الدولة الدينية وانصار الدولة المدنية لن يتوقف.. وعلى دول الخليج ان تعي بأن التغيير أمر حتمي وعليهم اجراء الاصلاحات الديموقراطية المطلوبة، فالشباب العربي في الخليج يتطلع الى ان يكون له دور في المشاركة في بناء بلدانهم.. لذلك على دول الخليج تحقيق طموحاتهم بالمشاركة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك