عجلة التنمية أصبحت حلم صعب المنال.. بنظر فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2012, 11:55 م 937 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / مرحلة حاسمة
فاطمة عثمان البكر
مرّت الكويت - وما زالت - بمرحلة سياسية تاريخية حاسمة - من حراك سياسي محموم - لم تشهد البلاد عبر تاريخها الطويل مثلها، تداخلت فيها الأحداث وتضاربت الآراء والمواقف، بعدنا فيها وانفصلنا بها عن العالم الخارجي، وعلى أقل تقدير ما يدور حولنا ومن حولنا لما تحفل به من أحداث، قد تؤثر فينا بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
مرحلة مرت، وما زلنا نعيش في ظلالها، تأرجحت فيها المسيرة الديموقراطية، وتلاعبت بموازينها وميزانها وثوابتها، فأصبحت كالورقة في مهب الريح، وكشفت الكثير والكثير في الحكم على هذه المسيرة، تركت الكل في حالة تساؤل ودهشة من متفائل ومتشائم، مشارك وعازف، غائب وحاضر، ومقبل على الإقدام الخجول أو الإحجام بتردد وخوف مشوب بالحذر، اختلط الحابل بالنابل، وظهرت بصورة واضحة وجلية التقسيمات التي لم يعرفها التاريخ السياسي والاجتماعي في الكويت من قبل. وإذا كنا اليوم نتصور ونتمحور ونضخم الأمور وننظر إلى واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وكأننا «دولة عظمى» أو جزيرة وسط محيط، معزولة الجوانب والجهات، فإنه ينبغي - وسط هذه «الدوامة العاصفة» - أن نكون دولة رائدة واعدة حرة صغيرة ونموذجية بشعبها ومسؤوليها، وضرب الأمثال، وكان يمكن أن تكون نموذجاً مصغراً للدولة الفاضلة وسط هذا العالم، وإن كان هذا المفهوم «يوتوبيا» اختفى تصنيفه في هذا العالم المتلاطم، الذي يسير ويتدحرج نحو كرة اللهب بخطى مضطربة متسارعة!
ونحن اليوم على أبواب عام جديد يقرع الأبواب وسط خضم عارم بحكم التغيّرات الإقليمية والدولية. ونحن اليوم بعد أن شهدنا انتخابات ومجلس أمة جديداً، وحكومة جديدة، وأملاً جديداً، لا يهمنا الصوتُ الواحد أو الخامس أو العاشر.. حتى الخامس والعشرون، فكلها تصنيفات لا تهم المواطن العادي، بل نأتي من الآخر، نريد إنجازاً وعملاً وترفعاً عن كل تلك التصنيفات والشكليات، لأن المعروف أن الذي يهتم بالتصنيفات والشكليات يكون دائماً على حساب المضمون، وهذه حقيقة دامغة أو واقع. نصبو اليوم إلى تعاون حقيقي بين السلطتين لدفع عجلة التنمية وحل المشكلات الأمنية، لنسير وتسير عجلة التنمية، التي أصبحت كالحلم الصعب المنال أو التحقيق، إلى الأمام لتحقيق بضعة أو بعض من آمال، ما زالت مُعلّقة في الهواء!
تعليقات