إن نجا المجلس الحالي من الغرق فلن ينجو من القتل أو الصواعق.. هكذا يعتقد الحساوي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2012, 12:55 ص 886 مشاهدات 0
الراي
نسمات / إنجاز كبير إن استمر ستة أشهر!
د. وائل الحساوي
اعتدل أبومحمد في جلسته وأخذ نفساً عميقاً ثم أردف قائلاً: أوشكنا على استكمال المشاهد الأخيرة من المسلسل، فقد تابعنا الانتخابات أولاً بأول وفاز فيها من فاز وفشل من فشل، ولكن ضمن توقعاتنا التي استقيناها من واقع الحال.
ثم تابعنا التشكيل الوزاري فجاء كذلك مطابقاً لتوقعاتنا، وبقي لدينا متابعة افتتاح مجلس الأمة واختيار الرئيس ولجان المجلس ثم ماذا؟!
> قلت له: ثم نتابع متى سيتم استجواب الحكومة ثم حل المجلس لكي نكرر المشاهد من جديد. لقد أصبحنا نتلذذ بمتابعة التطورات المتلاحقة في المشهد السياسي ونعشق التغيير، ولو سألت غالبية الناس عن أسماء النواب والوزراء السابقين خلال الست سنوات الماضية لما أجابك 90 في المئة من الناس إجابة صحيحة.
> رفع أبومحمد صوته واحتد في كلامه: الأهم من تلك النسبة هي نسبة من يصدّق بأن الحكومة الحالية والمجلس القائم يمكن أن ينجحا في حل المشاكل التي ينشدها المواطن وأن يسيرا بصورة طبيعية ويحققا الإنجازات الموعودة!!
فهل يمثل تغيير ثلاثة وزراء وتعيين ثلاثة جدد نقلة نوعية في الحكومة لكي نسميها حكومة تكنوقراط، وهل مجلس الأمة الحالي قد أتانا برجال دولة كما كان في مجالس الأمة سابقاً، وهل النهج الحكومي في اتخاذ القرار قد تغير عن النهج السابق؟! وهل يمكننا تسميتها بحكومة الإنجازات والاستقرار كما سماها البعض بل إننا نسمع عن الضغوط النيابية التي يمارسها البعض على الوزراء قبل أن ينعقد المجلس ونسمع عن تهديدات باستجوابات لوزراء وعن ?يتو على وزراء إن هم دخلوا الحكومة، ويزيد من تلك التوترات الهجوم الخارجي للمقاطعين وسعيهم لإفشال المجلس، والقضايا المرفوعة من أشخاص لإبطال مرسوم الصوت الواحد، وقضايا مؤجلة ضد بعض نواب المجلس، وتهديدات من نواب بفتح ملف الإيداعات والتحويلات الخارجية.
الواضح بأن المجلس إن نجا من الغرق لن ينجو من القتل، وإن نجا من القتل لن ينجو من الصواعق، وأكثر الناس تفاؤلاً يعطي هذا المجلس ستة أشهر بحد أقصى للاستمرار.
> قلت لأبي محمد: ألم تسمع عن أحد أبشع أنواع التعذيب التي تمارسها الاستخبارات الأميركية؟! إنها طريقة الايهام بالغرق، بحيث يوضع المعتقل في ظروف توهمه بأنه يغرق، فيتولد لديه خوف حقيقي يضطره إلى الاعتراف إن لم يؤدِ به إلى الموت خوفاً من الغرق!!
إن وضعنا اليوم مشابه لتلك الحالة فقد استولى الخوف على قلوبنا من إمكانية الفشل حتى فشلنا فعلاً، وأصبح الأصل عندنا هو أن كل ما نفعله فاشل وسيؤدي إلى الفشل، لذا فنحن بحاجة إلى علاج نفسي قبل أن نقوم بإصلاح واقعنا السياسي أو الاجتماعي.
لكن المشكلة الحقيقية التي تمنعنا من تلقي العلاج النفسي هي أننا نشاهد أمام أعيننا صوراً لمجلس قد جمع مقومات الفشل في كثير من مظاهره، ولا أدري إن كان يستطيع أعضاؤه أن يحيوا فيه الأمل؟!
تعليقات