موضوع تجار الاقامات هو ما يحتاج إلى مسيرات.. برأي إقبال الأحمد

زاوية الكتاب

كتب 1001 مشاهدات 0


القبس

كرامة عامل

إقبال الأحمد

 

عشرات وعشرات... مئات المظلومين يقبعون بين الحوائط في ظروف اقل اقل ما يقال عنها انها دون مستوى الانسانية.. وانا هنا لا اتحدث عن طريقة الحياة، وهي ايضا متردية ولا انسانية..بل في الاسباب التي حشرت كل هؤلاء في هذا المكان، ومن تسبب فيها يسرح ويمرح في الخارج... يعد نقوده كل صباح ومساء.

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي مر قبل ايام... لابد لي ان افتح كما فتح غيري مرات ومرات من دون ان يهز ذلك شعرة من رأس المسؤول عن الموضوع ومن بيده القرار... موضوع تجار الاقامات.. او ما يجب ان نطلق عليهم تجار الانسانية الذين يقبضون من الغلابة المساكين العاملين البسطاء.. مبالغ عالية مقابل ادخالهم البلاد، وتراهم في الشارع يدبرون امورهم... وان وقعوا في يد مسؤولي السلطات المسؤولة تركوهم يواجهون مصيرهم من دون ان يتحملوا هم مسؤولية جريمتهم.

كثير من العمالة... تشتري اقامات من الوحوش البشرية التي تعتاش على اهانة واستغلال ضعف هؤلاء وحاجتهم الماسة للدينار الواحد... فيقومون باقتراض مئات الدنانير ودفعها لاصحاب حسابات الملايين... وتترك هذه العمالة تعيش في اسوأ الظروف المعيشية، وتنتقل من مكان لآخر لتعمل وتسدد قيمة اقامتها... ثم يقومون بتقديم بلاغات تغيب عن العمل بحقهم.. واذا ما قبض عليهم في مكان اودعوا في سجون الترحيل، بعد ان يتم الاتصال بالكفيل الذي لا يرد ولا يسأل... لانه يعرف ان مراجعته تعني تكفله بتذاكر السفر والاقامة الى ان يأتي موعد السفر.. فيترك هؤلاء الغلابة المساكين الى ان تقوم الدولة بترحيلهم.

اما عديمو الانسانية واصحاب النفوس الجشعة، وبسبب الفساد المتفشي في أغلب اجهزة الدولة فمن الصعب ان تمسك دليلا واضحا يدينهم، لان هناك سلسلة بشرية طويلة جيوبها مفتوحة تقف وراءهم تحميهم من أي تحرك ضدهم... لان الجميع منتفع.. والمنشار طالع نازل واكل... وعلى حساب من... على حساب هؤلاء الفقراء.. وعلى حساب قوانين البلد التي ضاعت وضلت طريقها.. وضعنا كلنا معها.

المشكلة ان الملتزمين والذين يعرفون ربهم.. هم من يدفعون ضريبة تمزيق القانون.. لان قوانين كثيرة معطلة للعمل ومعرقلة له اضيفت حتى تتم محاصرة هؤلاء وقطع الطريق عليهم... ولكن هيهات... فالحبايب كثر... ومن يدخل له واحد او خمسة او عشرة في المائة او مبلغ مقطوع من عرق الغلابة لايهمه ان يقطع الطريق عليهم، وليس من مصلحته ذلك.. فترى سورا يحيط بالجشعين يحميهم من ان تصلهم اي مخالفة، وذلك بالطبع عن طريق الاحتيال والكذب والغش... وفي الآخر من تعطل اعماله ويدفع ثمن القوانين المعيقة هو المواطن الشريف الملتزم الذي يخاف ربه..لان قوانين فرضت عليه لا يحتاج اليها سير العمل العادي.

موضوع تجار الاقامات هو ما كان يحتاج الى مسيرات، وليس مسيرة واحدة لكرامة عامل... كرامة مسكين يعني له مبلغ الخمسين دينارا الكثير الكثير.. يعيش عليها هو واسرته..وحتى يحصل عليها لابد ان يدفع دم قلبه ليصل الى جنان الكويت... ليترك بعدها يذوق عبء اشكال الاهانات على يد صاحب كرش او غترة منشاة او صاحب لحية او صاحبة قوام ممشوق، امره ميسر ومسهل منذ لحظة التفكير بتأسيس شركة وهمية الى لحظة وصول عمالته الى خارج حدود المطار.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك