'أدب الطفل' في رابطة الأدباء الكويتيين

منوعات

4250 مشاهدات 0


قالت مديرة الندوة حياة الياقوت في بداية حديثها:
يقول الشاعر بدوي الجبل:

ويـا رب مـن أجـل الطفـولـةِ وحـدَهـا * * * أفضْ بركـاتِ السلـم شرقـاً ومغربـا
وصـن ضحكـة الأطفـال يـا رب إنـهـا * * * إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويـا رب حـبـب كــل طـفـل فــلا يــرى * * * وإن لـجّ فـي الإعنـات وجهـاً مقطّبـا
وهيـىء لـه فــي كــل قـلـب صبـابـةً * * * وفـي كــل لُقـيـا مرحـبـاً ثــم مرحـبـا
إذا مرحبا ثم مرحبا ليس فقط للأطفال، بل لكم أيضا ضيوفنا الكرام.
في هذا التاريخ المميز جدا، 12/12/2012، نأتيكم بموضوع مميز، وبضيفين مميزين للحديث عن أدب الطفل بين الواقع والتجربة.

في دولة يشكل فيها من تقل أعمارهم عن الخامسة عشرة أكثر من 27%، أي أكثر من ربع السكان، نعلم أننا اليوم نناقش موضوعا حيويا ويمس تطورنا، موضوعا متعلقا بصياغة مستقبلنا.

إذا أدب الطفل، وحينما نقول أدب، فنحن هنا نقولها تجاوزا، والصحيح أن أننا إزاء تجليات أدبية فنية ثقافية اجتماعية إعلامية، فما يقدم للطفل ليس مجرد نصوص جامدة، بل توغلت في مجالات عديدة، وأسقطت الحواجز والحدود الوهمية بين الأدب وغيره من الإبداعات البشرية.
تطور أدب الطفل كثيرا، منذ بدأ عفويا من خلال حكايات الأمهات لأطفالهن (الحزاوي)، إلى أن برز له وجه إلكتروني في أيامنا هذه. واليوم سنحاول أن نعرج على أهم القضايا التي تواجه أدب الطفل ويواجهها.

وقال د. طارق البكري: أعرف أمل الرندي منذ سنوات كثيرة.. كانت وما زالت منطلقة في حبها لعالم الأطفال.. وفي فترة قصيرة استطاعت أن تملأ جنبات المكتبة العربية برصيد طيب من قصص الطفولة، وأن تصبح علامة فارقة في الأدب الطفلي في الكويت.. وفي خلال فترة عملنا المشترك في مجلة (أولاد وبنات) كنت أرى مدى حماستها وحيويتها في العمل الصحافي والأدب الطفولي، وبذلها للوقت والمال من أجل أدخل الفرح إلى قلوب الأطفال.. وهذا من أنبل الأعمال التي يمكن أن يؤديها إنسان، ولعل الحدث الأبرز ، كان خبر تكريمها من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وحصولها على جائزة الدولة التشجيعية في مجال أدب الطفل.

ولا شك أنّ دولة الكويت سباقة في رعاية ودعم إعلام الطفل وأدبه، وأنها سباقة في النشر الإعلامي والأدبي الخاص في أدب الطفل في المنطقة وفي العالم العربي، ولديها عدد كبير من مجلات الأطفال والصفحات اليومية للطفل صدرت في فترات سابقة، وكثير منها ما زال محافظا على الصدور رغم ما يعانيه أدب الطفل وإعلامه من صعوبات شتى.

والكويت تصدر فيها حالياً كثيراً من المطبوعات والمجلات الخاصة بالطفل، ومنها مجلة العربي الصغير ومجلة (أجيالنا) وبراعم الإيمان وسدرة وسعد، وتغطي مجلة العربي الصغير العالم العربي كله واستطاعت أن تصل إلى الأطفال العرب في كل مكان، وأصبحت منذ زمن طويل مجلة الطفل على امتداد الوطن العربي بامتياز، إضافة إلى مجلة سعد وسدرة ومجلة أولاد وبنات والمجلة الحديثة أجيالنا، وغيرها من المجلات..

وفي السنوات الأخيرة أسفرت عن تحديات عجزت وسائل البناء في المجتمع عن مواجهتها بشـكل فاعل لأسباب عدة، ما يلقي على أدب الطفل مهمات جسيمة.

وأؤكد على دور الأدب البنَّاء يفرضُ تركيزاً على تطور وسائل أدب الطفل، وعلى كل تجربة جادة وفاعلة، بحثاً عن جديد يستمد من التجارب السابقة ما يساعد على الارتقاء والنهوض والتفرد. والطفـولة همّ شاغل وقلق دائم لكل من أخذ من عالم الطفولة بطرف، فساحة البناء الإنسـاني التي كانت طوال قرون مسوّرة بسياج الأسرة والمجـتمع الضيّق، اتَّســعت بصورة لـم يسـبق لها مثيل، فغيّرت المفاهيم، وشوّهت كثيراً من القيم الإنسانية، بعد أن كان غرسُها سهلاً، فيمن نشَأ وتربَّى في أحضان الفضيلة. وبعد أن كانت الأسر الصغيرة تعيش في أمان داخل بيوتها، زاحمتها مؤثرات كثيرة، أبرزها الإعلام بأنواعه.

- إنّ عملية بناء وتربية الطفل تسلك عدداً من السبل والطرق، تنشئ الطفل وتدربه وترافقه إلى الصبا والشباب، حيث يصبح بمقدوره الاعتماد على قدراته، وتطويرها بمعرفته. ولعل أبرز هذه المدخلات برأيه ما تفرزه الكتب عامة إضافة إلى وسائل الإعلام السمعية والبصرية، والسمعية البصرية.

- الكتابة للطفل لها أسلوب خاص، يشعر الطفل بخفته وسهولته وجماله، فتوحي له الكلمة والصورة بالفكرة المانعة المؤثرة وتهذب الفكرة ذوقه، وتتيح لخياله أن ينطلق، وتغري الألوان بصره والمؤثرات الصوتية حسه، فيكون رفيقاً للطفل يقدم له الحقيقة والفكرة دون أن يتعبه أو يرهقه. وللكتب ولوسائل الإعلام مجتمعة دور البارز في تنمية الطفولة عقلياً وعاطفياً واجتماعياً وأدبياً، لأنها أداة توجيه وإعلام وإمتاع وتنمية للذوق الفني، وتكوين عادات، ونقل قيم ومعلومات وأفكار وحقائق. وكتب الأطفال وقصصه لا يجب أن تكون مجرد مستودعات للمعرفة، لكنها أدوات تعليم وتوجيه وبناء بالمرتبة الأولى، وعليها أن تقوم على تخطيط واع وصادق وصريح، لغة ومضموناً وإخراجاً. وتعد القيم التربوية رأس العمل الأدبي الموجه إلى الطفل، حيث تسري هذه القيم في أوصال وسائل الإعلام شكلاً ومحتوى

 

من جانبها أكدت الكاتبة أمل الرندي الحائزة جائزة الدولة التشجيعية في أدب الطفل أن الكتابة للطفل من الأشياءِ الجميلةِ التي أجدُ فيها نفسي.. والأجمل عندما أشعرُ باستمتاعِ الأطفالِ بأحداثِ القصة، وبتجاوبِهم وتفاعلِهم مع الأبطالِ وانسجامِهم مع الأسلوب، بل أحيانا أجدُ كثيراً من الأطفال يتقمصون أدوارَ بعضِ الشخصيات، ويحاولون تمثيلَها، أو تذكَّرَها في الكثيرِ من المواقف.

حرصتُ دائماً على أن تنقلَ قصصي واقعَ الطفلِ، من يومياتِهِ ومجتمعِهِ وسلوكِهِ، حتى يرى نفسَهُ في الأحداث.. من هنا أصدرتُ مجموعةَ 'قصصُ الأملِ التربوية للأطفال'، وفيها أكثر من ثلاثين قصة لمرحلة الطفولة المبكرة. وبعد ذلك بدأتُ إصدارَ قصصٍ لمرحلةِ الطفولةِ المتوسطة، وفيها موضوعاتٌ تناسبُ ميولَهم واهتمامَهم.

كان للجانبِ العلمي نصيبٌ كبيرٌ في قصصي، فعضويتي في الرابطة العربية للعلامين العلمين، ومنتدى البيئة والتنمية، وجمعيةِ حمايةِ البيئة الكويتية وغيرِها من الروابط العلمية، وحضوري العديد من المؤتمرات والدورات جعلت لديّ دافعاً قوياً لكتابة قصص علمية للأطفال، بأسلوبٍ مبسطٍ يناسبُ عمرَهم، ويفتح أفقَهم أكثر على المعلومات العلمية، فالوسائلُ الالكترونية في عصرنا الحالي جزءٌ من يوميات الطفل، فقد أصدرت قصصاً متنوعةً منها: 'رسالة نورة الالكترونية'، 'في بيتنا حاسوب'، 'الحاسوب في كل مكان'، 'راما تلعب مع الشمس وغيرها'.

وأخيراً، حرصتُ على إصدارِ قصصٍ علميةٍ بيئية، بالتعاونِ مع جمعيةِ حماية البيئة الكويتية بعنوان 'البيت الكبير'. فالتعاون مع جمعيات النفع العام، أراه من الأمورِ الهامةِ للتواصلِ الفعالِ والايجابي في المجتمع، والوصولِ إلى الطفل بشتى الطرق الممكنة.

أما بالنسبة إلى مجموعتي القصصية الحائزة جائزةَ الدولةِ التشجيعيةَ لأدب الطفل لعام 2011، أعني 'مجموعة قصص الأمل التربوية للأطفال'، فقد تنوعت في موضوعاتها بين مرحلتي الطفولة المبكرة والمتوسطة، من حيث المفاهيمِ والقيمِ والعادات والتقاليد، مثل قصص 'ألعاب فارس'، 'حج مبرور'، 'مهن مهمة'، وقصص علمية مثل 'مزرعة الأحلام'.

في الحقيقة ما يميز هذه المجموعة أن أكثرَ من رسامٍ تعاون معي فيها، وكان لكلًّ من الرسامَين احمد فايد وإياد العيساوي حسُّه الفني الجميل، كما كان للإخراج والطباعة الجيدة دورٌ كبيرٌ في جذب الطفل، وكان لي حظٌّ في التعاون مع دار الحافظ المتخصصة بالنشر للأطفال في سوريا.

أحرص دائماً على التفاصيل في كل عمل أقدمه للطفل، لأقدم له عملاً متكاملاً، من حيث الفكرةِ والتنفيذِ، وعملاً متميزاً يجذب عين الطفل وعقله، فالهدف أولاً وآخراً أن نجعل أطفالنا يتمتعون ويتربون بالأدب ويغتنون بالأفكار، فتكون نشأتهم صحيحة.

الآن: المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك