ستلقب سنة 2012 بسنة المجلس العبثي.. هذا ما يراه سامي المانع

زاوية الكتاب

كتب 556 مشاهدات 0


الكويتية

ما صارت نسبة!

د. سامي عبد العزيز المانع

 

منذ يوم الانتخابات المجيد في 1 / 12 والشعب الكويتي يمارس لعبة «شد الحبل»، و«كلٍ يجر النسبة صوب قرصه»، فمن قال إن المقاطعة 75 بالمئة، ومن يهذي بأن نسبة المقاطعين 18 بالمئة فقط وعلى رأسهم وزير الإعلام، وهذه الأقوال تقع في إطار الصراع العتيد القائم بين البرتقالي والأزرق.
وزير الإعلام يصرح في مقابلة تلفزيونية بأن نسبة المشاركة بين 35 إلى 423 بالمئة، والحكومة بمجلس وزرائها أعلنت أن النسبة 40.3 بالمئة، واللجنة العليا للانتخابات أعلنت أنها 39.6 بالمئة، بعدتهم وعتادهم وجيوشهم الإدارية لم يتفقوا على «رقم»، وليس ببعيد عن المنطق وغير مستبعد أن يكون هناك رقم رابع للنسبة قد يكون هو الأصح والأدق، وهذه الممارسة ليست بعيدة عن حكومتنا الصادقة التي أعلنت نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الوطني عام 1990 بأنها 64 بالمئة في حين قدرها المراقبون بين 38 إلى 40 بالمئة، ورغم أن النتائج التفصيلية لم تعلنها الحكومة إلى الآن ولن تعلنها بالمناسبة، مع هذا سنسلم بأن نسبة اللجنة العليا هي الواقع المفروض علينا.
ولحساب النسبة يا سادة يجب الوضع في عين الاعتبار العناصر التالية:
1 - معرفة النتائج التفصيلية الرسمية، التي حرمنا منها في أكثر من انتخابات.
2 - حساب الناخبين «السلبيين» الذين شاركوا في هذه الانتخابات (وهم كُثر).
3 - حساب الناخبين الجدد المضافين في جداول الانتخابات.
أما من يقارن الانتخابات السابقة بالحالية ويطرح هذا من ذاك، فهو يمارس «الفهلوة»، ولي عنق الحقيقة لدرجة كسرها، ويبحث عن فوز بألوان باهتة على الفريق الآخر. وحتى نفك الاشتباك سنفترض أن النسبة 39.6 بالمئة كما قلنا، وعليه نستطيع أن نقرأ الحدث بهذا الشكل: «المشاركة في هذا المجلس هي الأدنى في تاريخ الحياة السياسية الكويتية»، والمفارقة التي قد لا تعجب المشاركين والحكومة أن النسبة أدنى من نسبة المجلس الوطني الذي يلقبه الكثيرون بالمجلس «الوثني»، وستقرأ الأجيال القادمة في كتب التاريخ غير المزورة أن هذا المجلس لم يعبّر عن الشريحة الأكبر من الشعب، وستلقب سنة 2012 بسنة المجلس العبثي.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك