العصيان المدني فكرة أقرب إلى الخيال.. بنظر سلطان العنزي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 8, 2012, 12:05 ص 708 مشاهدات 0
الأنباء
إشراقة متجددة / ما الخطوة المقبلة للمعارضة؟
سلطان شفاقة العنزي
ما الخطوة الجديدة للمعارضة بعد انتهاء مرحلة المقاطعة؟ نعلم أن بعض النواب السابقين قد تقدموا بطعن أمام المحكمة الدستورية ولكن مثل هذه الطعون تأخذ فترة تقارب 3-4 أشهر، فماذا ستقوم به المعارضة من الآن حتى صدور حكم الدستورية؟ لا أعتقد أن ندوات الدواوين وساحة الإرادة تجدي نفعا. ولا أعتقد أن المسيرات هي الحل، ولا أظن أحدا يقترح فكرة العصيان المدني فهي أقرب إلى الخيال ـ على الأقل في الوقت الحالي ـ المشكلة التي تعقد الأمور على المعارضة هي أن هناك نسبة معتبرة من الشعب الكويتي لا يخالفهم الرأي وحسب، بل يؤمن بكل وقاحة بأن المعارضة خائنة وعديمة الولاء وأنها تنفذ أجندات خارجية من دول خليجية أو مخططات صهيونية إلى آخر التهم الجنونية.
المشكلة أن هناك فئة من الشعب تتمنى وبكل وضوح زوال رموز المعارضة وعائلاتهم وأتباعهم وقبائلهم وجماعتهم من الدنيا، هناك فئة لو كانت تمتلك حق سحب الجنسية لما تهاونت في استعماله لسحب جنسية نصف الشعب الكويتي. المشكلة التي تواجه المعارضة هو كيفية إقناع هذه الفئة بأخطاء الحكومة، الجواب ببساطة هو الاستحالة.
فمهما قدمت المعارضة من أدلة وبراهين فلن تستجيب هذه الفئة ولن تقتنع، إذا كشفت المعارضة عن شيك صادر باسم سمو رئيس الوزراء السابق لنائب، طالبت الفئة المقابلة بمحاسبة من كشف الشيك، إذا كشفت المعارضة عن فساد أكثر من نائب بتهمة الإيداعات، قامت هذه الفئة وأعادت انتخابهم بعد سقوطهم المخزي في مجلس فبراير 2012، إذا كشفت المعارضة عن فساد التحويلات الخارجية لدرجة أن وزير الخارجية بنفسه استقال واعتزل العمل السياسي، كذبت هذه الفئة وجود الفساد، بل اتهمت المعارضة بأنها هي من تتسلم التحويلات الخارجية من قطر رغم نفي صاحب السمو الأمير، حفظه الله، وحكومته هذه التهمة أكثر من مرة.
هذه الفئة ولا أعني بها فئة معينة، بل أعني بها بعض الموالين للحكومة من كل طائفة وجماعة وقبيلة ـ تدرك وتعلم أن الحكومة فاشلة إن لم تكن فاسدة. هذه الفئة تعلم علم اليقين أن حال الكويت يرثى لها، وتعلم أن أغلب اللوم يقع على الحكومة ووزرائها لا على المعارضة، ولكن هذه الفئة تكره المعارضة أشد الكره إما لأسباب طائفية أو عنصرية أو لمصالح شخصية، فأعماها هذا الحقد الدفين عن النظر لمصلحة الكويت، وأصبحت هذه الفئة تفرح بنجاح نائب عبر حصوله على 500 صوت من دائرة تملك 120 ألف صوت وتعتبره فعلا ممثلا للأمة.
أصبحت الفئة تطالب بكل جرأة بضرب المتظاهرين ومنهم من طالب بحمل السلاح واستخدامه ضد أبناء الكويت. أتساءل ما الذي ستقوم به المعارضة في الخطوة المقبلة لأنني على يقين بأنها لن تستطيع أن تقنع المزيد من أهل الكويت؟ فمن هو معهم وقف معهم، ومن وقف ضدهم سيبقى ضدهم مهما قدمت المعارضة من أدلة وبراهين. والله ولي التوفيق.
***
أتمنى من المعارضة عدم تكرار فكرة «المسيرات الليلية» بين المناطق السكنية والتي حدثت قبل أيام فهذه تضر بأمن البلد وقد يستغلها الفاسدون لارتكاب جرائم وسرقات وغيرها من الأمور. كوننا نؤيد المعارضة في رفض مرسوم التعديل لا يعني أننا نسير خلفهم دون تفكير، نتمنى توقف مسيرات الليل على الفور
تعليقات