خطأ التنمية السابقة بقلم محمد العثيم

الاقتصاد الآن

526 مشاهدات 0


ما لا يريد أحد مناقشته من أخطاء التفاصيل، أو خطأ التنمية السابقة كونها لم تعمق فرصة الإنسان السعودي في المشاركة بالبناء، بل فصلت لتكون بيد الحكومة.

من هنا يكون ما نحتاج إليه هو تنمية منتجة تستوعب حياة الفرد، وأسرته وأطفاله، وصحته، ومعيشته وترفيهه لا تنمية تشغيل مقطوع وتترك حياة الشاب والشابة وضروراتهما المتعلقة بهما في مهب الريح، فتجارب التنمية العالمية وتجربتنا القديمة في شركة أرامكو عند بداياتها وليس الآن، كانت تجربة من هذا النوع التنموي الذي يضع احتياجات الفرد في الاعتبار كمنظومة التشغيل، وقبل فكرة الاستفادة من الفرد وهذا يؤدي لانتماء الفرد لعمله ويحرص عليه، بل يكون العمل هدفا بحد ذاته لأنه يحقق الرضا في كل حياة الإنسان وأبنائه.

عقول مجتمعنا شابة، سريعة الاستجابة للأحداث، توقعاتها تختزل الزمن بأسرع مما تحتاج إليه الأحداث، ودون تنمية تربط الفرد بمصالحه المباشرة لا يمكن خلق قناعة بنظام أو سلوك، فالسلوك المتقدم بالانضباط يأتي من كونه يؤدي لمصلحة مباشرة يحصل عليها الإنسان من تقيده بالنظم والطاعة لها، حتى يخلق ضمير واع بأهمية النظام والعيش المتوازن مع الواقع ونفسه واحتياجاته.

لو نضجت مشاريع تنمية منتجة تستوعب طاقة الشباب والشابات لبدأنا الخطوة الأولى لنكون شعبا منظما منتجا تربطه بالحياة أعماله ومصالحه، ودون مصالح مباشرة للفرد لا يستقر الناس، بل يعانون القلق حتى لو كانوا يستطيعون تدبير أمر عيشهم اليومي، أما لو ضاقت أيديهم عن توفير عيشهم اليومي فهنا سيختل ميزان الاحتياجات الشخصية.

الآن نعرف الخطأ، وكأن دعوة الناس لأعمال لا تحقق الكفاية، وبلا ضمانات ومع تأمينات هزيلة، ولا أبعاد نفسية واجتماعية متوافرة، هي أعمال قليلة الجدوى لا تفي حتى باحتياجات الغذاء والملبس لأداء الوظيفة المعروضة للموظف الشاب أو الشابة.

التنمية المتكاملة تأخذ بالاعتبار حياة الناس فالإنسان هو عنصر العمل الأول، وهو المؤثر في نجاح وفشل العملية الاستثمارية، والاعتماد المؤقت على العامل الأجنبي لن يحقق استمرارية التنمية، ولا يحقق فكرة شعب منتج يأكل مما ينتج، وأعتقد أن الحلقة الاقتصادية المفصومة في اقتصادنا بغياب المواطن عن العمل آن لها أن تكتمل بعودة المواطن راضيا مطيعا لمنظومة العمل، وليس بابتكار حلول لا تؤدي إلى شيء. المواطن لو وجد الحد الأدنى من الرضا فسيكون في منظومة العمل كما نتمنى، ولحققنا تنمية للإنسان أولا.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك