عن المجلس الجديد والتباين الفريد.. يكتب عبد الرازق الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2012, 12:38 ص 2082 مشاهدات 0
الكويتية
صباحو / المجلس الجديد والتباين الفريد
عبد الرازق الشايجي
يتميز مجلس الأمة الجديد بأنه متجانس سياسياً، بعد أن فعلت «المقاطعة» فعلها وأنجزت فرزاً سياسياً كبيراً، فكل من وجد في نفسه ولو بقايا قليلة من معارضة للحكومة لم يترشح ولم ينتخب، وهو ما أعفى المجلس الجديد من التباينات السياسية وما تفترضه من نقاشات وسجالات وما إلى ذلك، وبالتالي صارت أي محاولة لتحليل توجهات النواب الجدد أو التباينات السياسية بينهم عبئاً ما من ورائه طائل، وإذا كان بالإمكان رصد هذه التباينات فهي تباينات في الشكل، وهذا ضروري جداً في هذه المرحلة، وخاصة أن المجلس الجديد مجلس «ديكور» بامتياز، وهو ما يفترض معه تباين أشكال النواب وصورهم حتى لا يكون المشهد النيابي مملاً إلى درجة الغثيان.
فمع أنه مجلس حكومي مئة بالمئة، إلا أن فيه 26 نائباً ملتحياً، أي أكثر من نصفه «بلحية»، وهو ما يطرح سؤالاً هاماً هنا: هل هذه اللحى لحى التزامات دينية أم التزامات انتخابية ستخفف وتصبح «ديرتي» بعد الفوز بالكرسي الأخضر؟ طبعاً هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، ومن باب التباين المثري للمجلس وجود أربعة نواب «ملط» فيه، و15 نائباً «بوشنب»، أما «السكسوكة» فقد احتلت المركز الثالث وبجدارة بـثلاثة نواب.
ومن جانب التعبير عن الهوية الكويتية حسب رأي أحد المسؤولين، الذي اعتبر أن «الشماغ لا يعبر عن الهوية الكويتية»، فقد تفاوت النواب بشكل واضح بين «معبرين» عن هذه الهوية «أصحاب الغترة»، وبين غير معبرين عنها «أصحاب الشماغ»، وتفرد في المجلس الجديد نائبان بشكل كبير فواحد منهم «معمم»، وآخر يتميز بأنه بدون «قحفية».
أما النائبات النساء فتباينَّ شكلا ومضموناً ما أعطى اللوحة النيابية النسائية إثراء ملحوظاً، فنائبة واحدة سنية وأخرى قبلية وثالثة شيعية، ومن حيث الشكل فقد تباينَّ بشكل كبير، فواحدة ترتدي حجاباً كاملاً، وأخرى من دون حجاب، والثالثة «نص نص».
ومن أعجب مفارقات المجلس الجديد أن فيه نائباً واحداً مولعا بتربية الكلاب، وآخر ماهر بالتحكيم في مبارياتها، ما يجعله مجلساً متكاملاً.. فهذه قصة المجلس الجديد والتباين الفريد.
تعليقات