المقاطعة واجبة حتى يعود الحق الى الأمة.. برأي بدر البحر
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2012, 11:53 م 691 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة / كستاخي شاهنامه
بدر خالد البحر
منذ شهرين، اي في الثاني والعشرين من سبتمبر، بدأت الحرب العراقية الإيرانية قبل اثنين وثلاثين عاماً، ونتحدى الشعب والحكومة والسلطة ان كان اي منهم قد أخذ درساً واحداً او عبرة من تلك الحرب. نتحدى الامة والهلمة بكل هذه الثقة لان الذي ينسى دروس الغزو الذي مر عليه عقدان فقط، بل وينسى بعد عام واحد اكبر جريمة سياسية رشي فيها نواب في البرلمان، فإنه من الطبيعي ان ينسى حربا مرت عليها ثلاثة عقود غيرت خارطة المنطقة وابرزت عدوا يقف على عتبات بيوتنا، عدوا يقود الآن حربا في سوريا بمساعدة حزب الله، الذي انكشف تورطه بعد اعلان قتل عناصره على ايدي الجيش الحر، لتتعرى فصول هذه الحرب الطائفية التي نعتبرها بروفة لغزو يبدو محتملا في الافق.
ان كراهية الفرس للعرب موروث قديم قبل ظهور الاسلام، لا يمكن ان نقنع انفسنا انه غير موجود، ومن اشهر الكتب التي يعتبرونها اساس الفكر القومي الفارسي كتاب الفردوسي «الشاهنامه» اي «ملك الكتب»، فيه قصائد اخذها من كتاب آخرين وزاد عليها وانشدها، تقوم على اساس قصص خرافية واساطير تمجد الفرس وملوكهم، وتحقر وتشتم العرب.
«الشاهنامه» لا تخلو منه مكتبة ايرانية، ولا ينفك مثقف ايراني من التباهي به، والمثير للسخرية ان مؤلفها كان يطمح لجني المال بعد الانتهاء منه، ولكنه لم يجن شيئا، لان سلاطين السامانيين اصحاب الفكر العنصري ذهبت دولتهم، ولأن وزير السلطان الغزنوي، الذي حث الفردوسي على اكمال جمع «الشاهنامه»، قد قتل، فجاء بعده وزير استهان بعمله كما استهان به السلطان، فراح الفردوسي يسبهم. ان رأينا في «الشاهنامه» مطابق لرأي اعظم الشعراء الايرانيين المعاصرين، امثال احمد شامو الذي قال «لا يمكن اعتبار «الشاهنامه» اساسا لتاريخ ايران قبل الاسلام»، كما قال الباحث الفارسي ناصر بوربيرار ان الفردوسي مرتزق، وان «الشاهنامه» ذات غرض سياسي، وانه انشدها فقط وليست من مؤلفاته.
لقد تجرّد النظام الإيراني من دبلوماسيته في الهجوم على دول الخليج، فتصريحات رئيس مجلس الشورى لاريجاني ورئيس الحرس الثوري الاستفزازية، اضافة الى تصريحات بعض اعضاء البرلمان، وما ينشر في مواقع الكترونية فارسية رسمية مما قد يعد تطاولا، لدليل على عمق الكراهية، تصريحات للأسف لا تقابلها تصريحات مسؤولين خليجيين مماثلة، حتى اصبحنا نبدو ضعفاء. كما ان دبلوماسية النظام الايراني الصفراء التي ادار بها مؤتمر عدم الانحياز الاخير، وهو الاشد انحيازا في سفك دماء السوريين، تعتبر سقطة سياسية غير مسبوقة، وخصوصا بعد ما تردد عن فضيحة تحريف كلمة الرئيس مرسي، ونذكره بقراءة التاريخ الذي اثبت ان الاصطفاف خلف الظالم سيعود عليه بالظلم، ولعل بوادر انهيار دولته اقتصاديا باتت وشيكة.
اننا نتابع جميع تصريحاته، حتى التي قد لا تبدو سياسية، ونقول ان الوصف في مايو المنصرم للشاهنامه بأنه تفسير للقرآن الكريم في احتفالية الفردوسي والشاهنامه، هي مقولة ربما تخرج صاحبها من الملة، وهي مقولة مشابهة لمقولة لسان الدين بن الخطيب، الذي وصف الشاهنامه بأنها قرآن الفرس، ولأننا نعرف ان الكتاب مبني على خرافات واساطير وتحقير للعرب، فإن هذا التصريح يعد تطاولاً مقصوداً على الدين وعلينا وينضم الى تطاول المسؤولين الذين ذكرناهم آنفا، فنحن لا نقبل بتجاوز «الشاهنامه»، اي بالفارسي رد كردن كَستاخي شاهنامه.
***
• نعلنها مقاطعة للانتخابات حتى يعود الحق الى الأمة مصدر السلطات جميعا.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
تعليقات