'الصوت الواحد' ليس القضية التي يجب أن نحارب من أجلها.. برأي الدوسري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2012, 11:38 م 794 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / مستقبل الحكومة المنتخبة
محمد مساعد الدوسري
رغم كل الأحداث والتغيرات التي طرأت على مسيرة المطالب الشعبية في الكويت، إلا أننا ما زلنا نتحرك في حيز ضيق استطاعت الحكومة أن تضعنا فيه، بعد أن حولت أنظار الجميع من المطالب بتفعيل الإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة، وتسليط الضوء وجذب الانتباه لقانون الصوت الواحد، وكأنها القضية المفصلية التي يجب أن نحارب من أجلها ونجند الجميع لخدمتها.
لا شك أن رفض قانون الصوت الواحد والعمل على مقاطعة الشعب للانتخابات أمر مهم وحيوي، لتعرف الحكومة أن العبث بنصوص مواد الدستور لا يمكن قبوله جملة وتفصيلا، إلا أن الجهود يجب أن تركز على المطالب الجوهرية التي ستخرجنا من دوامة العبث المستمر والأزمات المفتعلة بين حين وآخر، وهذا هو دور الشباب القابض على دفة القيادة للحراك الشعبي، ولتحديد الأولويات التي يجب أن نركز عليها.
تحويل الأنظار عن الحكومة المنتخبة أمر فيه ذكاء، ولعل اعتماد نظام الصوت الواحد نجح في ذلك، إذا ما قارنا الحالة الكويتية بالوضع الأردني، إذ تم اعتماد نظام الصوت الواحد منذ العام 1994، وهو ما نجح في تحويل اهتمام وعمل القوى السياسية والشعبية لتعديل هذا النظام، وانشغالهم عن المطالب الحقيقية لهم في تطوير النظام السياسي القائم هناك، وهذا ما أرجو ألا يتحول لحالة مشابهة هنا في الكويت، بحيث ينحصر حراكنا السياسي والشعبي بتعديل النظام الانتخابي وتناسي أو تهميش المطالب الأساسية لتطوير النظام السياسي للخروج من دوامة الفساد وسوء توزيع الثروات وتردي الخدمات .. إلى آخره.
الحكومة المنتخبة التي تشكلها الأغلبية الفائزة بالانتخابات، بعد اعتماد نظام الأحزاب وتعديل قانون الانتخابات بحيث يتحول إلى نظام القائمة النسبية، هو الهدف الرئيسي للحراك الشبابي والشعبي، وهو المطلب الذي يجب أن يلقى اهتمامنا وتحركنا الجاد وتركيزنا المستمر، أما غير ذلك فلا يعدو كونه قرارات وقوانين تعتبر ملهاة لنا وتحويل للأنظار قد تنجح فيه الحكومة إن لم ننتبه لذلك.
تعليقات