ابشروا ياغوغائيين بالعصير و 'البرّد'

زاوية الكتاب

مسرتنا غداً خالية من الغازات الخانقة والمطاعات

كتب 4289 مشاهدات 0

فواز محمد البحر

أتذكر وانا صغير ، وتحديدا في مدرسه المأمون الابتدائية ، كان معي زميل بالفصل ، من الواضح انه كانت عليه ' توصيات ' غير عادية ، إلى درجة ان العصير و ' البرد ' ( وهو الآيس كريم لغير الناطقين باللهجة الكويتية ) يصله يومياً ، أما نحن الطلبة اللي ' على قد الحال ' فليس أمامنا سوى  الكانتين وزحمته حتى نظفر بفطيره جبن بارده وفطيره زعتر ، وكان الله غفوراً رحيما ..
بصراحة من يومها وانا عرفت ' شنو ' تعني كلمة ' توصية ' و ' شنو ' مدلولاتها اللوجستية !!

كبرت معاي السالفة وقمت أشوف 'التوصيات ' بكل مكان وبكل زاوية من زوايا البلد !

حتى ' خدامة ' جدتي موصية عليها لدرجة انها لاتأكل ' البرد ' إلا من باسكن روبنز !
المهم ماعلينا
قرأت خبر في جريدة ' الآن ' تحت عنوان ' ترخيص دبلوماسي ' ، يتحدث عن ان ترخيص مسيرة ' كرامة وطن ٣ ' لم يتم إلا بناء على توصية دبلوماسية بسبب الزيارة الرسمية الحالية لسمو الأمير لبريطانيا ..

تنبهت وانصدمت وتذكرت مدرستي المأمون وذلك الطالب المدلل أبو ' البرد ' والعصائر ' وتذكرت أيضاً خدامة جدتي ، كما استرجعت شريطاً بذاكرتي مر فيه كل شخص تمت ' التوصية ' عليه !

لكن ' هذي ' توصية  من نوع جديد ، فهي جاءت من دولة عظمى توصي الكويت ان عطو المسيرة ترخيص..

قبل هذه التوصية ' العظمى ' كنت أكره ' التوصيات ' والموصى عليهم ، بل ان أحقد عليهم ، لكن بعد التوصية ' العظمى ' حبيت التوصية وحبيت راعيها ، وحبيت نفسي وكل الغوغائيين السائرين في المسيرات ( مع اني كنت اكره بعض الحفنة منهم ، لكن كان هذا قبل التوصية العظمى ) ..

ياسلاااام دولة  عظمى توصي علينا نحن الغوغائيين ..

أنا الغوغائي فواز البحر ( واسم الشهرة : المعتقل سابقاً بوبحر ) أفهم ترجمة هذه التوصية العظمى عند سلطات بلدي ان الغاز سيتحول إلى بخور كمبودي من النوع الفاخر  ،  
أما القنابل التي أحرقت دشاديشنا  لأنها كانت ترمى على أجسادنا وتحت أقدامنا فستتحول إلى ' جراقيات ' سترميها القوات الخاصة هذه المرة في السماء لتفرحنا وتبهجنا بمناسبة النجاح المتوقع لحملة مقاطعة الانتخابات قبل ' سويعات ' من انطلاقها ( مع عدم الاعتذار للدويسان ) ..

وأنا الغوغائي فواز البحر أفهم أيضاً ترجمة هذه التوصية العظمى بقيام القوات الخاصة بتوزيع المياه المعدنية والعصائر وأيضا ' البرد '  !

اللهم انت كريم يارب ، كنت أتمنى من زمان أن يوصي علي أحد   فإذا بتوصية ' عظمى ' علي وعلى جميع النفر الغوغائيين ، والليلة بإذن الليلة سأنام مرتاح استعدادا لمسيرة خالية من الضرب والغازات الخانقة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

كتب: فواز محمد البحر

تعليقات

اكتب تعليقك