المحسوبية والتحيز ينقضان مبدأ تكافؤ الفرص.. هذا ما يراه الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 1561 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  إحباط الكفاءات

د. خالد عايد الجنفاوي

 

'يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون' (المائدة 8). 

يشير مصطلح تكافؤ الفرص للاستفادة المتساوية والعادلة في فرص العمل, وإمكانية تحقق إسهامات بناءة بين أفراد متساوين في المواطنة ويملكون المؤهلات والمهارات نفسها. ويتمثل تكافؤ الفرص كذلك في الحصول على مناصب وأدوار وظيفية تتوافق مع القدرات المهنية والخبرات الشخصية. ولذلك, فأكثر ما يعرقل تكافؤ الفرص في المجتمع هو الاستناد أحياناً الى الثقل الاجتماعي أو الحزبي أو الطبقي لأحد الأفراد وتفضيله عن غيره, ولعل ما يثيرنا غالباً حول عدم تكافؤ الفرص هو تناقض بعض الشعارات الرنانة, وبخاصة في ما يتعلق بتكريس المساواة بين الناس, مع واقعية أو حقيقة منح الأفراد إمكانية الاستفادة القصوى من مهاراتهم ومؤهلاتهم لخدمة مجتمعهم. فالمحسوبية على سبيل المثال تنقض مبادئ تكافؤ الفرص, والتحيز لطبقة معينة دون غيرها, يدمر تكافؤ الفرص, وتهميش الكفاءات بسبب عدم إنتماء بعضها لأحد التيارات السياسية أو لأحد التوجهات الفكرية المعينة, ربما سيعرض الانسان السوي للقهر الاجتماعي وللإحباط اللا مستحق وسيقلب التفاؤل إلى تشاؤم. فبدلاً من أن يصبح أحد الأفراد يداً تبني المجتمع, فربما سيتحول الإنسان الكفء والمحبط إلى ثروة قومية لا يتم استثمارها بالشكل الصحيح. 

فالبيئة الاجتماعية التي يزيد فيها احباط الكفاءات 'تتميز' بالصفات التالية: 

  انتشار المحسوبية وتصرفات المحاباة. 

  انتشار سلوكيات الأنانية الشخصانية. 

  وجود فروقات واضحة بين الشعارات الرنانة حول تقدير الكفاءات الوطنية وبين ما يحدث على أرض الواقع. 

  تحبيط الكفاءات الوطنية عن طريق إهمال استثمار طاقاتها الابداعية وجهودها المخلصة في تطوير المجتمع. 

  غلبة تصرفات المحاباة وطغيان العلاقات الاجتماعية كمعايير بديلة عن معايير المهنية والإخلاص في العمل. 

  استغلال الكفاءات في حل ما يصعب من الأمور, وتجاهلها مباشرة وأحياناً بشكل فج عندما تنتفي الحاجة للاستفادة من خبراتها ومهاراتها. 

  غياب الرؤية الإبداعية الشاملة والتي يمكن أن تحتوي جهود وإبداعات العقول النيرة وتجيرها لخدمة الوطن والمجتمع. 

  غياب التطبيق الفعلي والملموس لبعض مبادئ وقيم المواطنة الهادفة والعصرية. 

  تكرس أساليب الترضيات الاجتماعية على حساب تكافؤ الفرص. 

  قلة الإهتمام باستثمار الكفاءات الوطنية التي تنتمي لبعض الأقليات الاجتماعية. 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك