للأغلبية أخطاء فادحة.. يوضحها ناصر الحسيني
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2012, 12:15 ص 1412 مشاهدات 0
عالم اليوم
صرخة قلم / الأخطاء الفادحة للأغلبية!
ناصر الحسيني
يجب على من يمارس العمل السياسي، ان تكون لديه (حنكة) وتخطيط بعيد المدى، وصاحب نفس طويل، ومع الاسف ان نواب الاغلبية لم تكن لديهم هذه المقومات، ولكن ما استغربه اكثر واكثر، ان بعضهم صاحب خبرة قديمة في هذا المجال، ومع ذلك لم ينقذ الاغلبية من الوقوع بأكثر من فخ، كما ان بعض مستشارين الاغلبية يخططون لها بالعاطفة وتصفية الحسابات مع خصومهم، ولم يخططوا بالعقل المدبر الذي يعرف من اين تؤكل الكتف؟
فأول اخطاء الاغلبية التهاون مع الحكومة السابقة وحمايتها من الاستجوابات، وهذا هز مصداقيتهم لدى البعض، وبعد الحل اتخذوا قرار المقاطعة في حال تعديل قانون الانتخاب، ومن اشار عليهم بهذا القرار، ام انه لا يفقه سياسيا ؟ او خدعهم واوقعهم بهذا الفخ، فكان يفترض فيهم استخدام سياسية النفس الطويل، وخوض الانتخابات، فاذا وفق الغالبية منهم، فسيتم اسقاط المرسوم، ويحل المجلس، وهنا تحرج الحكومة من اصدار مرسوم ضرورة جديد بتغيير عدد الاصوات الى صوتين مثلا، وتجرى الانتخابات وفق الاربعة اصوات، وتعود الاغلبيه، وفي حال فاز من الاغلبية عشرة نواب فقط، فهم قادرين على قلب الطاولة وازعاج الحكومة وارهاقها بالاستجوابات الى ان يحل المجلس، ولكن المقاطعة بهذا الشكل، من صالح الحكومة القادمة، كما ان المقاطعة بمثابة تقديم صك لها بحرية التصرف مستقبلا، فان كانت الحكومة لجأت الى الصوت الواحد من اجل تخفيف الضغط النيابي عنها بالمجلس القادم بنسبة 70%، فان المقاطعة انهت الضغط النيابي عنها بنسبة 100 %، وهذا ما تتمناه الحكومة، وقدمته الاغلبية للحكومة المقبلة على طبق من ذهب، من خلال عدم خوض الانتخابات، من هذا المنطلق انا شخصيا اشك في نوايا من اقترح عليهم فكرة المقاطعه.
اما الخطأ الاخر الفادح الذي وقعت به الاغلبية فيتمثل في رفع السقف، فالاغلبية سلاحها الوحيد هو تحريك الشارع، والشارع لا يتحرك بشكل جدي الا من خلال الخطابات والدعوات النيابية الصريحة، وليس من خلال تويتر، ونجوم الاغلبية رفعوا السقف، وورطوا انفسهم في قضايا تصل عقوبتها الى السجن عدة سنوات، ما اثقل كاهلهم، فهم كمن وضع القيود على يده واعاق حركته، ما جعل تحركهم والدعوة الى النزول للشارع محدودة بسبب هذه القضايا التي اصبحت سيفا مسلطا على رقابهم، فكان يفترض بهم عدم رفع السقف حتى لا يتورطوا في قضايا جنائيه، تعيق تحريكهم للشباب.
ومن اخطاء الاغلبيه ايضا انهم لم يكونوا على قلب واحد، بل بعضهم راعى مصالحة الانتخابيه، ورفض المسيرات وتحريك الشارع، وهذا الذي شجع الحكومة على المضي قدما في تعديل قانون الانتخاب، وكان ايضا يفترض على الاغلبية ان تبتعد عن استشارة بعض الاشخاص الذين لهم خلافات شخصية مع بعض ابناء الاسرة، لانه سيعطي استشارات انتقاميه حتى لو انعكست بالضرر على بعض النواب.
فمن خلال قراءتي السياسية المتواضعة، استنتج ان بعض نواب الاغلبية لهم باع طويل بالسياسيه، الا انهم.. قيدوا ايديهم.. بايديهم.. وابعدوا انفسهم .. بانفسهم، من خلال الاخطاء التي وقعوا بها، وليس بسبب ذكاء الحكومة.
تعليقات