'مرسي' تفوق على 'أوباما'.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 3093 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  د. مرسي.. سنة أولى سياسة!!

د. وائل الحساوي

 

كنت معجباً أشد الإعجاب بالرئيس الأميركي أوباما من ناحية قدراته الخطابية حتى سمعت الرئيس المصري مرسي، فقد صكّ (تجاوز) على أوباما خطابياً، فهو يستطيع أن يتكلم ساعة كاملة بنفس واحد ومن دون أوراق، وهذه أول خطوة في تفوقنا على الأميركان.
مشكلة د. مرسي الحقيقية أنه دخل عالم السياسة للمرة الأولى دون خبرة سابقة، وأتى لبلد فقير ممزق بالخلافات السياسية والأوضاع الاجتماعية الصعبة، بلد عاش ديكتاتورية حقيقية منذ عام 1952 بل ويقال منذ عهد الفراعنة.
وليت تلك كانت المشكلة فقط ولكنه ورث نظاماً يحتاج إلى دستور جديد وقوانين وغيرها، وورث تركة النظام التنفيذي والتشريعي - حيث حلت المحكمة الدستورية البرلمان قبل وصوله - فأصبح هو المتحكم في جميع مفاصل الدولة، وكان الواجب هو التمهل في إجراء التغييرات المطلوبة والتدرج مع الشعب المصري والبدء بالأهم ثم المهم بدلاً من السعي نحو السيطرة على القضاء لتصبح جميع مفاصل الدولة في يده.
لقد كنا نسمع من اخواننا المصريين حجم الإحباط الذي عاشوه منذ قدوم مرسي وأن وعوده لهم قد تكسرت على صخرة العجز المالي والإداري الذي يعيشونه، أضف إلى ذلك أن مرسي قد وجد نفسه محاطاً بمؤسسات العهد البائد من رجالات الجيش والشرطة والقضاة والإعلاميين وقد بدأ خطوة طيبة بتسريح كبار رجالات الجيش والإعلام... وضخ دماء جديدة.
كذلك فإن رجالات القضاء ومنهم النائب العام الذي أقاله كانوا امتداداً لعهد مبارك وجاءت أحكامهم القضائية متناسقة مع العهد القديم ومنها تبرئة مبارك وأعوانه وحل مجلس الشعب، أما الإعلام المصري فقد تفنن في نقد مرسي وحكومته وتشويه إنجازاته، ولقد كان مرسي محقاً في التخوف من أن يعصف القضاء بمجلس الشورى وبلجنة كتابة الدستور لا سيما بعد ما تحركت الأطراف المعارضة لحكمه وحاولت نسف اللجنة.
لكن النقد الذي نوجهه لمرسي هو عدم مشاورة من هم حوله من نوابه ومستشاريه حول الخطوات المطلوبة وعدم الجلوس مع القضاة ورجالات المجلس الأعلى للقضاء للبحث عن حلول، بل قد فاجأهم بقراراته ثم حصّن تلك القرارات وكأنما أصبح هو صاحب الكلمة العليا في مصر.
وهنالك انتقاد آخر لقرارات مرسي هي حشد التأييد له من جماعة الإخوان المسلمين في جميع خطواته مع أنه رئيس لكل مصر وليس للاخوان، وهذا الحشد الحزبي قد ولّد ردات فعل عنيفة لدى قطاعات كبيرة من الشعب مما أدى إلى تعديهم على لجان الحزب وحرقها والمصادمات بين أفراد الشعب.
لقد كان بإمكان مرسي أن يقول لشعبه: هذا هو الواقع في مصر، وأرى من واجبي فعل كذا وكذا لإصلاح الوضع، فإن أيدتموني فيها ونعمت وإن رفضتم قدمت استقالتي وابحثوا عن رئيس غيري.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك