الانتخابات الحالية الأكثر حساسية في تاريخ الكويت.. بنظر ناصر بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 888 مشاهدات 0


الأنباء

نوافذ  /  ليكن الاختيار الأصعب

د. ناصر بهبهاني

 

الآلية التي كانت تقوم عليها الانتخابات البرلمانية في السنوات الأخيرة، هي على مبدأ اختيار الاسهل، وهذا الاختيار هو فئوي بالدرجة الاولى، اي ان يختار الشخص نائبه من الفئة التي ينتمي اليها، اجتماعيا او عقائديا او سياسيا، ويريح رأسه، بغض النظر عما اذا كان النائب الذي يمثل هذه الفئة مؤهلا وصاحب كفاءات ام لا.

وهذا ما يمكن ان اسميه الاختيار الاسهل، لان الناخب لم يشغل عقله باتجاه مصلحة الكويت، ولا نحو المصلحة الوطنية، بل قام بتعطيل تفكيره من اجل اختيار متعصب. وهذا الاختيار يكون مسلوب الارادة، فالشخص لا يمثل وجهة نظره الحرة والمستقلة بقدر ما يعكس التفكير الجماعي الذي يبنى عادة على أسس فئوية لا تخلو من عائلية وقبلية وطائفية، وكلها تندرج تحت بند الاختيار العاطفي لا العقلي.

وفي مقابل هذا الاختيار الاسهل، هناك الاختيار الاصعب، والمتمثل في ان يتجاوز الناخب فئويته الضيقة الى فضاء اكثر رحابة واتساعا، الا وهو الوطن. وهذا الاختيار يقتضي من صاحبه قدرات غير عادية، وربما قلة من يمتلكون هذه القدرات، فهي تحتاج الى وعي كامل ومطلق بأهمية ان يشغل المقعد النيابي الشخص الاصلح له لا الشخص الذي تفرضه عقلية الجماعة الداخلة في تحد مع المجتمع لا في منافسة تقوم على اسس تنموية.

وربما ان هذه الانتخابات هي اكثر الانتخابات التي مرت على تاريخ الكويت حساسية وأهمية، فهي تأتي في ظل ظروف كلها استثنائية، بداية من الصوت والواحد وانتهاء بامتناع عدد من النواب عن خوض هذه الانتخابات، الى جانب دخول شرائح جديدة من المرشحين، بعضه لديه رؤية واضحة، والآخر لا شك استغل الفراغ الموجود ودخل الانتخابات على سبيل رمي النرد، وبالتالي هنا تبرز اهمية اختيار الاصعب.. فهل منا من يمتلك شجاعة هذا الاختيار؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك