ليس بيننا خاسر ورابح.. هكذا يعتقد سعود العصفور
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2012, 12:15 ص 834 مشاهدات 0
القبس
حقاً إنها كرامة وطن!
د. سعود محمد العصفور
كالَخُطَىٰ مَشَيْنَاهَا مَعَاً!
زيوفُ أباطيلٍ بغيرِ ثَمَنْ!
أراجيفها تَوَالتْ كالمِحَنْ!
نَسْجُ الفَسَادِ ثَوْبَ الْكَفَنْ!
رُبَّ سابقة أورثت هماً، وَرُبَّ حادثة سابقت نجماً، دنيا تسابقت فيها الأهواء حتى غدت للطامحين مطمعاً، وللراقبين أمنية ومغنماً.
تسير ركائب الحق بسواعد مفتولة عضلاتها، وتتلاحم حتى تمتزج الدماء في عروقها، فتغدو شعلة متقدة، وشجنة متشابكة، وإذا ما استوت أضحت كجبال الخير تناطح عنان السماء شفافية ونزاهة.
ويُقْذَفُ الحق بشهب باطلة حارقة، فتتلقفها عناية الله، فتحيلها رماداً تذروه رياح شتاء قارص، حَقٌ تداعت له أطياف الوطن لتسجّل للتاريخ وقفة، أَنْ ليس للباطل وأعوانه مكان تغدو فيه الأرواح متّسخة بوحوله اللزجة.
وتشتدُ الوطأة، وتتآلفُ عندها الْلُّحْمَةُ، ويخرج الجميع يهتفون بصوت واحد: عاش الوطن، عاش الأمير، عاش صنّاع الفضيلة، وخاب من خسر!
هنا تُذْرَفُ العَبَرات بساحِ الوطن، هنا تعلو صيحات الفرحة، بأن الفضيلة قد انتصرت، وبأن أتباع الباطل شدّوا رحالهم ليرتحلوا إلى غير رجعة.
لن نعدم للحق رجالاً، ولن ندخر للنصح مجالاً، فالأمر بيد صاحب الأمر والنهي، وأهل الخير من أهل الرأي والمشورة، وطالما أن شعارها ودثارها سلمية، فلا بد أن تؤتي أُكُلها من الخير.
بِنَا شباب اليوم، وشباب الغد المأمول، نرنو سماء العدالة أطياراً تشدو لحن الخلود، تُرَدد أننا انتصرنا على زيوف الأباطيل، وبنينا للمجد صرحاً لا يُهدم أبد الدهر.
بِنَا شباب المستقبل، نقشنا بأيدينا كرامتنا في يوم الكرامة، لا يوم دهماء البشر، علمٌ، وبذل ٌ، وثقافةٌ، وشهامةٌ، ونكرانُ ذاتٍ، وجميلُ صفاتٍ.
أَنْكِرونا، فلا تُنْكِروا إلا ذواتكم، هَمِّشُونا، فلنْ تُهمِّشوا إلا فِعَالكم، جَهِّلُونا، فلنْ يُعَرِّفَكُم إلا سواد جهال البشر.
حقاً ليس بيننا خاسر ورابح، طالما أننا أنشدنا الفضيلة، واحترمنا وطننا، وقائد نهضتنا، وهتفنا معاً عاش الأمير، وخاب من سعى إلى فُرقتنا، وزيّن لسوء الرأي، وسوّق له.
حقاً إن اختلاف الرأي يقود إلى الفُرقة والشتات، لكنه في خاتمة الأمر يؤدي إلى الصلاح والفلاح، فكل أمر قابل للرد والتصحيح، طالما أحسنت النيات، وبان الصواب. ويقيننا أن الأمر كله بيد ولي الأمر، فله السمع والطاعة في كل الأحوال.
تعليقات