سامي المانع لوزير الإعلام: كثر الحكي يبطل حلاوة الأفعال!

الكويتية

'حلاتك ساكت'

د. سامي عبد العزيز المانع

 

الكويت كباقي البُقع، فيها من لا يجيد حِرفة الكلام ولا يفقه فن الصمت، وفيها من سيحصد ذهباً لو أنه سَكت. ففي مصر المحروسة مثلاً حبذا لو أن «حسني» كان ساكتاً ولم يلق خطاباته الثلاثة الأخيرة، التي كانت متأخرة جداً و«زي إلتها» والتي استخدم في أحدها مفردة «شهداؤكم» الشهيرة التي أغضبت الجماهير في ميدان التحرير العظيم، واليوم في نفس المحروسة يحل تعبير «حلاتك ساكت» بامتياز على الحج «مرسي» الذي هدد أركان الدولة بقراراته الأخيرة، ووصف معارضيه، كما وصفهم نظام مبارك، بـ «البلطجية». 
وفي بلاد العم سام، هناك الجهبذ «جورج بوش» الابن الذي وصمه الرأي العام الأميركي بأغبى رئيس في تاريخ الولايات، كانت آخر شطحاته عندما ذكرت صحيفة «ذا ديلي كورنت» أنه صوت في انتخابات الرئاسة الأخيرة للمرشح الديمقراطي أوباما، وربما نسي أنه هو الرئيس «الجمهوري» السابق، وعلل ذلك الفعل (.....) بخطأ في النظام الإلكتروني للانتخاب. 
وكما أن الأمثلة على مستوى العالم غزيرة، فإننا نطمئن العالم أن عندنا وعندهم خيرا، ونحن نعرف أحد النواب السابقين الذي دائماً ما يُحرج المعارضة أو الأغلبية أو من يلتقون معه في القضية بتصريحاته الطائشة، ويدعى على ما أظن «وليد»، والغريب أنه هو الشخص الوحيد غير المتضرر من نفحاته. وعلى النهج ذاته يسير «القلاف» صاحب دعوة «حل المجلس حلاً غير دستوري»، وسلوى صاحبة الرقم القياسي في الأقوال المأثورة ومنها الأشهر «لا تسيسون السياسة»، وأحد قادة وزارة الداخلية الذي صدح بقوله النادر «الزحام المروري .. نعمة»، ونحن نبشرك أيها القائد أننا مازلنا ننعم بتلك النعمة، الله لا يغير علينا. وجاء رئيس المستقبل «علي» بقصة النبي لوط وشبّه مخالفيه بقوم لوط، ونحن نشهد أن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب يا ريّس. 
ودخل على الخط أخيراً وزير الإعلام، ويكفي أن نقول إنه الناطق الرسمي للحكومة، وهو من سئل فجاوب «الانتخابات ستجرى وفق قانون الانتخاب الحالي خمس دوائر بأربعة أصوات»، وهو من وقع في حفرة التسطيح لاحقاً حين قال: «اللي يقاطع الانتخابات مثل اللي يطوّف غدا العايلة» وهو من تسرّع مصرّحاً: «عشرة قرارات شعبية باجتماع مجلس الوزراء الخميس القادم»، وجاء الخميس وذهب الخميس ولم تأت العشرة المزعومة. 
وعلى قولة الشاعر: «يا صاحبي يا حلاتك لا صرت ساكت.. دايم تجيب العيد لامن تكلمت»، والشاعر الآخر يشدو: «كثر الحكي يبطل حلاوة الأفعال.. حلاتك لا فعلت تفعل وانت ساكت».
زبدة الكلام ... «حلاتك ساكت»