لنستأنف المسير ولننظر الى المستقبل.. محمد الشيباني مناشداً الكويتيين

القبس

القسمة منقوصة..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

من ينشد رضا العامة وكف أذاهم وضبط حماستهم، فعليه بالعدالة في قسمته وضبط عماله وعدم تجاوزهم الحقوق بالسوية والتواضع، وعدم التكابر عليهم وعلى ما أرادوا وعدم تجاهل مطالبهم. هذا جانب، أما الجانب الآخر، قطع دابر العابثين بالمال العام وإهداره يمنة ويسرة، والقسمة بالسوية، فيتطلب مخافة الله، ومحاسبته لنفسه على التفريط، قبل أن يحاسَب على ما فرّط وأضاع بما اؤتمن عليه من الحقوق والقضايا التي للناس على الناس، المسؤول والقاضي ومن في حكمهما مسؤولان عن التفريط في الدماء والأموال العامة والخاصة، والسعيد من طهَّر سريرته ويده من حقوق الناس، مهما صغرت أو كبرت.

العدل أساس الملك، أو هو الملك والعزة والكرامة، ورضا العادل وهو رب العباد، فمن رضي الله عنه فقد أرضى عنه عباده، وهذا بيت القصيد الذي يتنافس عليه المتنافسون من أهل التقوى والنهى.

لا نبكي على ما فات، فالقادم من حياتنا أرحب وأوسع وأكبر على البناء والتعاون والألفة، ولا نتردد في المسير، ولا نحتار ونتحسّر، فلتسر قافلتنا بكل ثقة وإيمان بالله كبير، ولنعالج أخطاءنا بالعمران والتنمية والصدق، وليس بالمراء والتدليس الإعلامي.

الأمة الجادة حاكماً ومحكوماً لا توقفها هزات صغيرة واختلافات في وجهات النظر، وهل يختلف أفراد الأسرة الواحدة فيما بينهم أبد الآبدين؟ إنه بالمفهوم العاقل ليس سوياً ولا منطقياً.

خلاصة المقال.. لنستأنف المسير، وليعفُ بعضنا عن بعض ولننظر الى المستقبل لنبنيه بكل صحة وعافية وطهارة نية وسلامة مسعى.. والله المستعان.

***

• لا تسترجع الماضي

«ما قيمة لطم الخدود، وشق الجيوب على حظ فات أو غرم ناب؟».

(الشيخ محمد الغزالي)