قاطع من أجل كرامتك

زاوية الكتاب

كتب 1360 مشاهدات 0


لم أتابع جميع أسماء المرشحين لانتخابات مجلس الصوت الواحد ، وخاصة الذين تكالبوا على التسجيل في آخر يوم كتكالب الأكلة على القصعة .
 
ولذلك أكتشف يوما بعد آخر أسماء لمرشحين كنت أتوقع أنهم أكثر حصافة وعقلا من أن يترشحوا في مجلس تثار حوله الشبهات ، ولا يُخفي بعض مرشحيه الإعلان عن طموحهم في تحقيق بعض المكاسب الشخصية والشهوات كمن يريد إباحة الخمور .
 
وازدادت الدهشة مع الصدمة من بعض الطيبيين الذين لهم عندي التقدير والاحترام عندما انتقلوا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، فبعد أن كانوا من دعاة المقاطعة  أصبحوا اليوم  مفاتيح انتخابية لبعض المرشحين .
 
تعذّر أحدهم وهو صديق عزيز بعاداتنا العربية التي تجعل من الصعب على المرء التخلي عن الفزعة لصاحبه خاصة إذا طلبها منه جار أو صديق .

 فأخبرت صاحبي  بأن  هذا الوقت - الذي يعتبر علامة فاصلة في تاريخ الحرية والديمقراطية في الكويت - لا مكان فيه  للمجاملات  ، نعم لا مجال للمجاملات إذا كان الثمن هو إهدار كرامة الناس .
 
أقول لصاحبي ولكل من نوى المشاركة في الانتخابات  :هل سألت نفسك لماذا أعلنت المقاطعة معظم الكتل السياسية ، الإسلامية منها والليبرالية ، الشعبية  والوطنية ،و حتى بعض القبائل والعوائل التي لها ثقلها الاجتماعي والمالي ؟
 
هل تعلم أن المشاركة في الانتخابات معناها التنازل عن حقك في تقرير مصيرك أو الاختيار الحقيقي لمن يمثلك ، فبعد أن كان لك الحق في اختيار ٤٠ ٪ من ممثلي دائرتك أصبح الآن ١٠ ٪ . وكذلك يصبح النائب لا يمثل سوى ٢ ٪ من أبناء دائرته .
 
هل تعلم أنك بمشاركتك تعطي شرعية للحكومة في أن تعدل في تركيبة المجلس كلما شعرت أنه لا يتوافق مع هواها أو يصعب عليها أن تجعله تحت جناحها أو كما يقال في جيبها  ؟
 
هل تعلم أن المجلس القادم إن استمر سيكون مطِية للحكومة بحيث يمكنها أن تنقح الدستور وتغير في مواده مع وجود أغلبية من صنيعتها قامت بدعمها لتقف مؤيدة لقراراتها ؟
 
هل تدرك بأن الحكومة بعد سيطرتها على المجلس ستفرض قيودا أكبر على الحريات ، وأكبر دليل على ذلك ما يتم الآن من ملاحقة للمغردين والإعلاميين ، وجرجرتهم إلى أروقة المحاكم في قضايا الرأي ؟
 
هل تستوعب أنك بمشاركتك ستدعم حكومة تريد التحول إلى نظام بوليسي شبيه ببعض دول المنطقة ممن عاقبوا أصحاب الرأي بالاعتقال والسجن وسحب الجنسية ؟
 
هل فكرت في الاتفاقية الأمنية والتي سيُصادق عليها المجلس القادم أيّا كانت بنودها ، فغالبية  الأعضاء لن يملكوا من قرارهم شيء ، فقد أُتي بهم لإكمال فصول المسرحية . 
 
إن مما يؤسف له أن البعض سيشارك من باب العناد على الأغلبية ، أو لأن العضو المعارض الفلاني لا يعجبه وهذا تفكير ليسمح لي صاحبه أن أقول أنه قاصر ، فالموضوع يتعلق بمصلحة بلد وليس الوقت لتصفية الحسابات   .
 
هل بإمكاننا أن نتخيل شكل البلاد بعد أن يصبح ممثلي الأمة ممن لا يخفى عليكم حاله ، خاصة بعد أن نقلت لنا وسائل الإعلام سطحية بعضهم ، والمطامع الشخصية للبعض الآخر ؟
 
رسالة تفاؤل

من خلال متابعتي للمؤشرات سواء في وسائل الإعلام أو الديوانيات والمنتديات حول تفاعل الناس مع  مقاطعة الانتخابات أكاد أجزم أن نسبة المشاركة لن تتجاوز  ٣٠ ٪ مما يعني سقوط هذه الانتخابات شعبيا .
 
فمن أجل كرامتك قاطع ولا تجامل .

عبدالعزيز صباح الفضلي

بقلم: عبدالعزيز صباح الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك