مشيدا بجهود ناصر المحمد بمتحف السيارات القديمة، الدعيج يقرر: المقاطعة فشلت

زاوية الكتاب

كتب 1131 مشاهدات 0


انا صار لي بضعة ايام هنا في الكويت، وحتى الان لم ألمس المقاطعة الانتخابية الا على «تويتر» وبعض الشيء في القبس. اما بقية المناطق والاماكن فالكل وبشكل غريب مشارك. طبعا انا لا اتكلم عن المناطق الخارجية، ولكن عن المناطق الداخلية وضواحي الكويت. هناك حماس شديد للمشاركة، بل بالامكان وبسهولة تلمس ان الحماس العفوي لدى الكويتيين يعود بالاساس الى الانتصار للنظام او السلطة ضد التعسف والغطرسة وربما من الممكن اضافة الحمق الذي مارسته جماعة المقاطعة. لو قبل المقاطعون بـ«الهدنة» التي عرضت عليهم، ولو قدروا المناشدة السامية وارتضوا التوقف يوماً او يومين عن معارضتهم واعتراضاتهم لكانوا كسبوا الكثير، وقد كانوا بالفعل يلعبون بالربح والفائدة. لكن جماعة المقاطعة فضلوا العناد، بل حسب تعبيرهم رفعوا السقف، ولحسن الحظ نزل هذا السقف على رؤوسهم.

الانتخابات الحالية ربما ستكون مشابهة، في المقاطعة، لانتخابات المجلس الوطني. مع اختلاف بسيط، حيث ان المقاطعة ستكون محصورة في المناطق الخارجية، وهي المناطق ذاتها التي وفرت الدعم والشرعية في السابق للمجلس الوطني. المقاطعة في الكويت كانت دائما مقاطعة «مرشحين» وليست مقاطعة ناخبين. ان من يتمعن في مرشحي اليوم سيجد ان غالبية المرشحين التقليديين قد قاطعوا الانتخابات. واننا لو قسنا حجم المقاطعة بناء على عزوفهم عن الترشيح فان النتيجة الواضحة ان المقاطعة ناجحة وبنسبة كبيرة جدا. لكن الحال ليست كذلك، فاغلب نوابنا، ان استثنينا نواب القبائل والطوائف، لا يملكون تأثيرا حقيقيا على ناخبيهم. وان حدث فهو لبضعة افراد او ربما مئات من الملتزمين حزبيا، اصلا هؤلاء داخلون في الطوائف باعتبار احزابنا النشطة دينية، ولكن ليس هناك نواب لديهم كتل من الناخبين الملتزمين انتخابيا، اي سياسيا، بعيدا عن الالتزام الطائفي او القبلي. ان الالتزام القبلي بالمقاطعة يقابله التزام طائفي، من أغلب الشيعة، بالمشاركة، ومع ان الالتزام الطائفي ليس بحجم الالتزام القبلي، خصوصا في المناطق الخارجية الا انه سيبقى عاملا مؤثرا في دعم المشاركة.

عاملان آخران يدعمان المشاركة: الاول ان نسبة المشاركة في الانتخابات العامة منذ الالفية الثانية اصبحت متدنية جدا. فنصف الناخبين «مقاطعين خلقة»، حيث لم يتجاوز المشاركون في آخر انتخابات نسبة الستين في المائة. لهذا فان اي نسبة مشاركة، ولو قليلة، ستكون كافية لكي تكون تمثيلا عن ارادة «اغلب» الناخبين الكويتيين. العامل الثاني، ان الانتخابات في المجالس الاخيرة اغلبها جرى في الصيف، حيث الكثير من المواطنين كان خارج البلاد، هؤلاء سيكونون متشوقين لممارسة حقهم الانتخابي وربما يرفعون كثيرا من نسبة المشاركة.

ويبقى مهما ايضا ملاحظة ان الاربعين في المائة من المقاطعين «خلقة» للانتخابات كانوا يقاطعون لان لا امل لمرشحيهم في الفوز في النظام الانتخابي القديم، الان ربما يغير بعضهم او اكثرهم رأيه وينضم للمشاركين.

* * *

• امس استمتعنا بزيارة متحف السيارات التاريخية في الشويخ. اعتقد ان التسمية خطأ هنا لان المفروض ان يسمى معرضا وليس متحفا. معرض لان ما فيه هي تحف فنية تمت اعادة ترميمها بحرفية بالغة الدقة من قبل الشباب الكويتي هناك، تحت اشراف السيد مصطفى المقصيد احد ابرز الناشطين في مجال احياء السيارات القديمة. الزيارة كانت ممتعة والمتحف او المعرض يضم انشطة ويقدم خدمات اخرى للمواطنين، ابرزها تدريب الناشئة من الاطفال على القيادة وتعريفهم بكيفية سير السيارة وميكانيكية تحركها. وربما ان الشيخ ناصر المحمد ليس بحاجة لمديح، ولكن تجدر الاشارة الى انه هو الداعم والممول الاساسي للمتحف – المعرض.

عبداللطيف الدعيج

الآن - القبس

تعليقات

اكتب تعليقك