اسرائيل بدأت قرار حرب لا تملك إنهائه.. بنظر خديجة المحميد
زاوية الكتابكتب نوفمبر 19, 2012, 11:45 م 1019 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / أبطال الكرامة
د. خديجة المحميد
دوام الحال من المحال، بعد 6 عقود من الزمن تمكن أبطال الصبر والكرامة في الدفاع عن مقدسات الإسلام والمسلمين في فلسطين من خلق التوازن في الردع، ولأول مرة بعد أن طال صاروخ «فجر 5» تل أبيب يهرع الكيان المحتل ملتمسا من الغرب وأميركا أن تضغط من خلال حلفائها من العرب على أهل غزة لتهدئة الوضع أي بالتوقف عن الدفاع عن الذات في مقابل الاعتداءات الصهيونية الوحشية التي دائما وأبدا لا تحتاج الى أي مبررات لتوجيهها لأهل الأرض المحتلة. لقد اغتنم العدو الإسرائيلي فرصة انشغال العرب عن القضية الفلسطينية بخلافاتهم ومعاركهم الطائفية المتفاقمة، وأراد قادتهم الحاليون في خضم التنافس الانتخابي أن يسجلوا مكاسب عسكرية استعراضية لكيانهم الغاصب على الأرض ليثبتوا قوتهم وأنهم في مأمن من أن يصلهم أي ضرر، ولم يدر في خلدهم أنهم بدأوا قرار حرب لا يملكون قرار إنهائها، فتوسلوا بحلفائهم للسعي لوقف ردود الأفعال الدفاعية وقفا غير مشروط.
لقد فوجئ الكيان الصهيوني بطائرة أيوب التي جالت في الأراضي الفلسطينية لساعات وفي أماكن حساسة دون أن تتمكن أجهزة رصدهم العالية القدرة من اكتشافها قبل أن تحقق أغراضها لجهات إرسالها وتصور ما هدفت لتصويره. كانت هذه هي المفاجأة الأولى لغرور بني صهيون ومن والاهم، والمفاجأة الثانية صاروخ الفجر الذي سلب الأمن من الكيان الغاصب وأشعل الأمل في نفوس الأحرار بل بشر بفجر البداية بداية النصر لجنود العدالة الإلهية واستعادة المقدسات، وأتوقع مفاجآت أخرى في الطريق. من اللافت أن أهل الجهاد والمقاومة في غزة لم يطلبوا التهدئة ولم يعتنوا بجهود الوساطات التي حركها العدو الصهيوني من خلال حلفائه إلا ما كان من أجل فرض شروطهم فيه برفع الحصار الظالم عن غزة وأهلها ووقف الاعتداءات الصهيونية، ولم يطلبوا العون من الدول العربية بعد أن يئسوا من أن تمدهم بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، وبعد أن تحول السلاح العربي لصدور بعضهم البعض، لذا قررت المقاومة المناضلة الاعتماد على نفسها وقدراتها الذاتية متآزرة في التناصر وتبادل الخبرات مع مفردات مناضلي العزة والكرامة من مختلف الدول العربية والإسلامية لتقول للجميع انه يكفي للسير نحو النصر اتحاد قلة صابرة من الأحرار العرب والمسلمين حول قضيتنا المركزية ألا وهي تحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني من الغاصبين. (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد آية 7.
وقد أطلت علينا مفاجأة صاروخ الفجر مع مطلع أيام الكرامة الحسينية من شهر محرم الحرام لتذكرنا بنداءات الحسين بن علي عليه السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسائر على دربه في مقارعة الباطل حتى الشهادة في سبيل الله بشعار «هيهات منا الذلة»، وكأن في ذلك وحي رسالة للأذهان والقلوب أنه آن الأوان لرفع راية الكرامة عالية حتى النصر مهما بلغت التضحيات.
فتحية إكبار وإجلال لمناضلي الكرامة وشهدائها في غزة الجريحة.
تعليقات