البرلمان الكويتي أصبح كالولادة المستعصية.. بنظر فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 19, 2012, 12:14 ص 972 مشاهدات 0
الشاهد
دوري البرلمان
د. فاطمة الشايجي
يستعد كل عام متابعو الدوري العام لبطولة كرة القدم التي تقام بين أندية الكويت استعداداً قد يثير من لا يتابع الرياضة ويضطرهم للدخول في نوع من الجدل مع مشجعي النوادي مضمونه درع الدوري لمن، فالأخضر يصمم الحصول عليه والأصفر ينوي الحصول على الدرع تنافس جميل بين النوادي والأجمل الجدل الذي يدور بين المشجعين الذين يؤكدون ان الدرع للنادي الذي يشجعونه. وفي نهاية الدوري يحصل أحد الأندية على درع الدوري فيفرح من يشجعه ويحزن الآخرون. وكلمة نسمعها دائماً هاردلك وباذن الله العام القادم من نصيبكم. في النهاية يستعد من كسب ومن خسر للعام المقبل فالدوري العام لبطولة كرة القدم له وقت محدد ومعلوم.
أما الدوري البرلماني فالى الآن لم نعرف بالضبط متى يقام هل كل سنة أم كل سنتين أم كل أربع سنوات، رغم أن هناك مادة تحدد المدة الزمنية التي بمقتضاها نعرف متى ينتهي المجلس اذا بدأ وهي المادة 83 ونصها »مدة مجلس الأمة أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع له، ويجري التجديد خلال الستين يوما السابقة على نهاية تلك المدة مع مراعاة حكم المادة 107 والأعضاء الذين تنتهي مدة عضويتهم يجوز اعادة انتخابهم ولا يجوز مد الفصل التشريعي الا لضرورة في حالة الحرب« ولكن هذه المادة لم تأخذ نصيبها في التطبيق منذ فترة ففي 21 مايو 2006 حل مجلس الأمة نتيجة التصعيد والصدام بين المجلس والحكومة في قضية تقليص عدد الدوائر الانتخابية وتقديم استجواب لرئيس الوزراء بخصوص هذه القضية. وتلاه حل مجلسين متتالين في 19 مارس 2008 وفي 18 مارس 2009 وكانا بسبب التصعيد السياسي بين النواب والحكومة وكثرة الاستجوابات. وحل أيضاً في 6 ديسمبر 2011 نتيجة فضيحة رشاوى النواب وكثرة الاستجوابات الموجهة لرئيس الحكومة والوزراء الشيوخ وحادثة اقتحام مجلس الأمة. وأجريت انتخابات في 2 فبراير 2012 وأبطل هذا المجلس في 2012/6/21 وعاد مجلس 2009 وتم حله مرة ثانية، وها نحن على مشارف انتخابات جديدة في الأول من ديسمبر 2012.
أصبح البرلمان الكويتي كالولادة المستعصية ليس لان الجنين به خلل أو لأن الأم تعاني من مرض ولكن لان الأطباء لم يلتزموا بالقسم الذي هو شرف للمهنة فلم يحسنوا ولادة مجلس كامل نستطيع أن نطلق عليه اسم مجلس للأمة بل بالعكس ظهرت تسميات على لسان بعض النواب للمجلس فمنهم من أطلق لقب مجلس قبيضة وآخر اتخذ لقب مجلس أغلبية ورغم أن المجلس القادم لم يولد حتى الآن الا أن هناك من أطلق عليه مجلس بوعشرة، والله عيب الدوري الكويتي لكرة القدم يقام كل سنة ومجلس الأمة صار ما يكمل سنة. نتمنى أن يخذل المجلس القادم المجالس السابقة ويتعاون مع الحكومة بما يخدم المواطن لكي يطلق الشعب على هذا المجلس مجلس التنمية. والحصول على مجلس مشرف سهل جدا فما على الحكومة سوى تنفيذ القوانين والتعاون مع المجلس، وما على النائب سوى الالتزام بهذا القسم من المادة »91«، »اقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن احترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق «. هكذا نمارس الديمقراطية فانعدام وجود برلمان يعني انعدام ممارسة الديمقراطية وهذا ما يريده البعض.
تعليقات