هدف المقاطعة إصلاحي لا شخصي.. برأي فواز المطرقة

زاوية الكتاب

كتب 764 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  أسباب المقاطعة الشعبية

فواز ملفي المطرقة

 

قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} سورة المائدة:2. وقال رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الطاعة في المعروف) صحيح رواه احمد.

من هذا المنطلق كانت مقاطعة الأغلبية من نواب مجلس 2012 للانتخابات الحالية، والتي تستعد الحكومة لاتمامها في ظل رفض نيابي وشعبي كبير، ضاربة بإرادة الشعب الكويتي عرض الحائط.

فإذا كان هذا المنطلق فإن أسباب كثيرة وخطيرة هي التي دفعت الأغلبية لهذه الخطوة فما هي...؟

هناك جملة من الأسباب هي التي دفعت نواب الشعب وأغلبيته المنتخبة إلى الإقدام على هذه الخطوة، على رأسها السعي لمواجهة ما تقوم به الحكومة من إفساد للحياة السياسية في الكويت، فضرب الحكومة قرار المحكمة الدستورية بتحصين القانون هو بحد ذاته فضيحة من العيار الثقيل جعلت الجميع يفقد بهذه الحكومة الثقة ويرتاب في كل تصرف تقدم عليه.

 كذلك فقد انطلقت المقاطعة من قناعة راسخة بأن تغيير نظام التصويت الانتخابي من 4 إلى 1 إنما هو بدافع منع الأغلبية من الوصول لمجلس الأمة واستكمال برنامجها الاصلاحي في البلاد، فما هو هدف الحكومة من ذلك؟

إن إقدمت الحكومة على فعلتها ما هو إلا رسالة موجهة لأي أغلبية اصلاحية في البلاد، مفاد هذه الرسالة الحكومية: إن طريقكم مسدود وإن ما تريده الحكومة سوف يكون مهما كانت النتائج، ولا شك في أن الحكومة قد غاب عنها أن ما تفعله إنما يفقد الشعب الكويتي مكتسباته الديمقراطية، التي ناضل الأجداد طويلا من أجلها، كما أنها تفقد الكويت نفسها ما اكتسبته من هيبة ومكانة في منطقة الخليج بصفة خاصة وعلى المستوى الاقليمي والعالمي بصفة عامة، وعلى الجميع أن يسأل نفسه عن الهدف والجدوى من تعديل قانون الانتخابات؟

وبالعودة لما يحدث في الكويت فلا ضرورة ملحة لتعديل هذا القانون، وذلك في ظل وجود قوانين قائمة وقد تكفلت المحكمة الدستورية العليا وهي أعلى سلطة قضائية بتحصينه، ولا أشك في أن جميع رجالات الدولة يعون جيدا أن هذه المادة إنما تشترط قيام حدث مفاجئ من حرب أو وقوع كارثة طبيعية أو غير ذلك.

ولعل ما فعلته الحكومة يتضح جليا في تلك القائمة الطويلة من أسماء المرشحين لمجلس الأمة القادم، فعدد كبير من تلك الشخصيات وبكل تأكيد غير مؤهل وبكل معاني التأهيل للقيام بالدور التشريعي، الذي من شأنه قيادة الأمة في أسوأ فترة انتقالية من حياتها.

ولعل ما فعلته التجمعات الوطنية المخلصة لهذا البلد بكل طوائفها وتوجهاتها من مقاطعة لهذه الانتخابات إنما ينطلق من هدف واحد وهو تحقيق مصلحة البلاد والخروج بها من هذا النفق المظلم، وأنني لعلى ثقة وهذا دأب الجميع أن المقاطعين للانتخابات ليس لهم هدف شخصي، بقدر هدفهم الاصلاحي الذي يصب في مصلحة البلاد.

وليعلم الجميع وخصوصا المتصيدون في الماء العكر، وأصحاب النوايا الخبيثة أنه برغم كل ما يحدث في البلاد يظل أبناء الكويت على العهد دائما محبين مخلصين لحكامهم، لا يخونون عهدا قطعوه على أنفسهم، فحب آل صباح الكرام بصفة عامة وسمو أمير البلاد بصفة خاصة أمر راسخ في نفوس أبناء هذا البلد الطيب.

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه والله الموفق

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك