مسفر النعيس يدعو لمحاربة ظاهرة شراء الأصوات التي بدأت رائحتها الكريهة تفوح في الدائرتين الثانية والثالثة

زاوية الكتاب

كتب 493 مشاهدات 0


«الكويت ليست للبيع»!

كثر الحديث في هذه الأيام عن شراء الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية، فقد وصلت آخر الأسعار للناخب إلى ألفين وخمسمئة دينار، فالوطن لا يُباع ولا يشترى، الوطن إحساس وشعور وكفاح وحب منذ الصغر، الوطن أغلى شيء في الوجود. ولعل الغزو العراقي الغاشم يؤكد ما نقول، فقد عشنا في وطننا من دون أن نشعر بوجوده وحريته وعدله، وعاش إخواننا في الخارج بلا وطن ولا ملجأ. وقد نتساءل جميعاً: ما هو الثمن الذي سيقبضه المرشح عندما يدفع هذه الأموال كلها في سبيل شراء صوت ناخب لا يعرف ولا يقدر ما هو الوطن ولا يدرك خطورة الخطوة التي سيقدم عليها إن باع صوته لهذا المرشح الذي سيجني الكثير عند وصوله المخادع إلى مجلس الأمة؟
لا شك أنه سيعوض ما دفعه للناخب بطرق عدة قد تكون مناقصة، أو أذونات عمل وكروت زيارة وتسهيلات أخرى. إذاً الخاسر الأكبر سيكون الناخب لأن الذي باع صوته وقضاياه المصيرية وحتماً سيصوت النائب ضده في القوانين والمشاريع كلها في مجلس الأمة. ولذلك لا بد أن نحارب هذه الظاهرة التي بدأت رائحتها الكريهة تفوح، خصوصاً في الدائرتين الثانية والثالثة، إذ يجب أن نوقف كل من يحاول تقديم رشوة أو مساعدة مبطنة عند حده، وأن نرفض رفضاً قاطعاً بيع أصواتنا، لأننا مقبلون على مرحلة جديدة لا يمكن أن نواكب التطور المتسارع فيها سوى باختيار مجلس جديد قادر على التصدي للكثير من القرارت غير الشعبية، والتي ستجعل المواطن يضرب كفاً على كف بسوء اختياره إن أفرز اختياره مجلساً متخاذلاً وبائعاً للقضايا المصيرية، فيجب أن نقول للجميع إن الكويت ليست للبيع، وهذا الشعار يجب أن يكون شعاراً للجميع، فالبلد لا يحتمل مزيداً من التدهور سواء على الجانب الصحي أو الإسكاني أو التربوي وغيره.
نحن من يصنع القرار، ونحن من يوصل الأفضل والأقدر على العمل من أجل البلد، متى ما استطعنا أن نحسن الاختيار، فهناك الكثيرون من المرشحين الذين يستحقون الدعم المساندة ولم يخوضوا الانتخابات إلا من أجل المصلحة العامة ومن أجل مصلحة الوطن ومن أجل تعديل تلك الأوضاع المقلوبة في هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، ومن أجل مواكبة التطور والتنمية التي لا نعرف منها سوى اسمها، ومن أجل الاستغلال الجيد للموارد المالية وتنمية البلد وتطوره ونمو المواطن وجعله فاعلاً في عملية التنمية، فهذا البلد يستحق التضحية كلها ويستحق الخير كله ويستحق مجلساً قوياً وقادراً على تجاوز المرحلة المقبلة والتي تبدو صعبة جداً، فمتى ما وجد مجلس قوي، فإنه حتماً سيفرز حكومة قوية قادرة على صنع القرار والسير بمركب الكويت نحو الأفضل إن شاء الله تعالى.
نقطة نظام: «الكويت ليست للبيع» شعار الأخ والزميل في عالم الصحافة، مرشح الدائرة الثانية، منصور المحارب، الذي يعتبر أكثر صحافي زائر للمحاكم بسبب رفع الكثير من القضايا ضده، لسبب بسيط أنه يحب هذا الوطن ويكتب من دافع وطني بحت، ولكن يبدو أن البعض لا يحب الحقيقة.
 
مسفر النعيس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك