سنطمئن إذا وجدنا مجلس الوزراء حياً على أرض الواقع.. الغانم مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 767 مشاهدات 0


القبس

أين مجلس الوزراء؟!

وليد عبد الله الغانم

 

منذ صدور حكم المحكمة الدستورية ببطلان حل مجلس الأمة 2012 في شهر يونيو الماضي، والأحداث تتفاعل في الكويت بشكل دراماتيكي وحيوي في حالة نشاط سياسي محموم على مختلف الأصعدة بين قرارات وإجراءات ومراسيم وحركات وتجمعات وبيانات وتظاهرات ومواجهات ومقابلات وتحقيقات وقضايا ومحاولات لتقريب وجهات النظر، وتقلب في الآراء بين الأطراف المختلفة، وظهور مراكز قوى جديدة واضمحلال كيانات سابقة ووضوح الموالاة وتصلّب المعارضة ونقلات نوعية في طريقة المواجهة بين الحراك الشعبي ومحاولات احتواء هذه الأزمات من أهل الخير والمواطنين والسياسيين المعتدلين.

شاهدنا الجميع وسمعنا الكل وتدخّل القريب والبعيد، إعلاميين وخليجيين وسياسيين، عربا وصحفا عالمية وقنوات إخبارية.. وأصبحت أزمتنا الأخيرة مادة خصبة في كل الملتقيات والمنتديات، ويترقب الناس أخبارها داخل البلد وخارجه.

سؤال واحد فقط: أين مجلس الوزراء الموقر من هذه الأحداث؟! أين اجتماعاته التي يبحث فيها هذه التطورات؟! أين بياناته التي تحدد مواقف الحكومة؟ أين ترتيباته للتعامل مع التصعيد المستمر؟! ما خططه لمواجهة كل الاحتمالات الواردة في المستقبل القريب والبعيد؟! لم نشاهد - للأسف - سوى رجال الداخلية وقوى الأمن وبضعة تصريحات مقتضبة من وزير الإعلام، أحدها الذي شبه فيه الانتخابات بأنها «يمعة العايلة»!

سنطمئن نحن المواطنين، إذا شاهدنا دولة المؤسسات حقيقة واقعة، سنطمئن نحن المواطنين، إذا رأينا مجلس الوزراء يقوم بدوره المطلوب بكل شفافية، سنطمئن نحن المواطنين، إذا رأينا عمل الحكومة واضحاً ومرتباً ومنظماً، سنطمئن نحن - المواطنين - إذا سمعنا خطاباً رسمياً ثابتاً ومتماسكاً ومتابعاً للأحداث أولا بأول، سنطمئن نحن المواطنين، إذا وجدنا مجلس الوزراء حياً على أرض الواقع يدير الأزمات ويقود البلد بنهج الفريق المتضامن طبقاً للدستور والقانون، كما ورد في المادة 123 (يهيمن مجلس الوزراء على مصالح الدولة، ويرسم السياسة العامة للحكومة، ويتابع تنفيذها ويشرف على سير العمل في الإدارات الحكومية) بأمانة وبكل تجرُّد.. هل رأيتم مجلس الوزراء يقوم بذلك في دولة المؤسسات؟!.. والله الموفِّق.

* * *

• إضاءة تاريخية «احتفظت الكويت دوماً باستقلالها عندما خضعت إمارات الخليج للمستعمر، وسكان الكويت معروفون بأنهم أكثر أهل الخليج حبّاً للحرية والإقدام».

(الرحّالة الأوروبي بكنغهام 1816م).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك