المقاطعة ليست انسحاباً أو سلبية أو تخاذلاً.. عواطف العلوي مؤكدة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2012, 11:45 م 590 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / نقاطع.. لنشارك!!
عواطف العلوي
لم يكن الشعب الكويتي سلبيا يوما ما، ولم يَقبل في أي فترة أو عهد من تاريخ الكويت أن يُساق سَوقا خلاف قناعاته، وحراكه السياسي والاجتماعي الدؤوب، لطالما كان محط أنظار الشعوب المجاورة والبعيدة. لذا.. فمن الخطأ ربط ما يجري الآن في الساحة الكويتية بأنه حدث طارئ على المجتمع الكويتي، وأنه من تبعات وتداعيات الربيع العربي، الذي طال بلدانا سكت أهلها عن الظلم والطغيان عقودا ثم انتفضوا بعد أن بلغ السيل الزبى وتجاوز الظالمون المدى! فلسنا بالشعب الذي يضام، وليس حكامنا بالطغاة، إنما هي اختلافات اعتدنا عليها، وفي كل مرة.. تنتصر إرادة الشعب، ثم نعود مع الحكومة «حبايب قرايب»..!
وتحت مظلة الحراك الشعبي تلك لأجل الكويت، جاءت الدعوة لمقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها بداية الشهر القادم، وفق تعديلٍ في آلية التصويت صدر بمرسوم ضرورة، ارتأت شريحة كبيرة من المجتمع بطلانَه وعدم دستوريته، وبالتالي ما يُبنى على باطل هو باطل!
إذن، المقاطعة ليست انسحابا أو سلبية أو تخاذلا منا، بل هي رسالة إيجابية بأروع صورها من شعب حرّ لم يتنازل يوما عن تحديد مصيره وخياراته بنفسه، ولم تنجح جرعات القات الحكومية المتمثلة في الهبات والزيادات والكوادر أن تخدِّر إرادته أو تنحرف بها عن طريق الحق والكرامة، هي رسالة إلى الحكومة بأننا نبرِّئ وننزِّه أنفسنا من العبث بالدستور، ومن أي قرارات يسنها مجلس باطل، ومن أي أعمال تُرتكَب مستقبلاً باسم الدستور وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف!
نقاطع لنُرِي العالم درسا في المعارضة الديمقراطية السلمية التي لايزال بعضهم يشكك بها وبأهدافها وبثمارها، بل ومع الأسف يدعون إلى كسرها بحجة أفضلية المطالبة بسحب المرسوم لاحقا بعد المشاركة وتحت قبة البرلمان، غير مدركين أن مجرد المشاركة في هذه الانتخابات هي إقرار بالخطأ وإعانة على تكراره مستقبلاً..!
وها هو باب التسجيل للترشيح للانتخابات قد أُغلِق قبل يومين، وعرفنا من هم أصحاب المبدأ والثبات الذين وعدوا بالمقاطعة وأوفوا بوعدهم، وشاهدنا كلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تصويرية لكثير من المرشحين كشفت مستوى فكر كل منهم وأسلوبه، راسمة لدينا صورة «بالنسبة إلي قاتمة» لمخرجات المجلس القادم، مما شجع الكثير بأن يقاطعوا بعد أن كانوا قبل مشاهدة تلك المقاطع مترددين بين المشاركة والمقاطعة..!
قلتُها مرارا ومازلت مؤمنة بها، إن الشعب الكويتي شعب واعٍ، لا أستثني منه مَن يقف مع الحكومة عنادا بأغلبية يراها سيئة لم تحسن استثمار شعبيتها كما هو مطلوب منها، ففضَّل جلباب الحكومة السيئة على «شطحات» أغلبية تقوده - كما يعتقد - إلى مصير مجهول، إلا أنه يدرك في قرارة نفسه أن تلك الانتخابات تشوبها علل وشوائب!
أما من اقترح التريث والحكم على المجلس القادم بعد متابعة أداء أعضائه، فأقول له: ألا يكفينا ما ضاع هباء من وقت الوطن الذي هو حق لمشاريع وخطط تنموية تنتظر الإنجاز؟! هل نرغب بالمجازفة ونضيع أوقاتا أخرى بتجربة جديدة مع أعضاء لا يملكون أي برنامج، وسيرهم الذاتية لا تحمل أي مؤهل سوى شهادة «السمع والطاعة لولي الأمر»؟! هل نريد برلمانا يمثل الإرادة الحرة للشعب أم مجلس وزراء متنكرا يمثل إرادة الحكومة وأراد فقط تغيير مكان انعقاد جلساته؟!
يظل احترامنا لمن سيقاطع ومن سيشارك، لكني أقول للاثنين: تذكَّر أننا نزرع شجرة قد لا يسنح لنا العمر أن نستظل بظلها، لكننا نرعاها ونحفظها ليحتمي أبناؤنا وأحفادنا بظلالها.. حين تكبر..!
تعليقات