نحتاج إلى مستشارين حقيقيين لا بطانة سوء.. هذا ما يراه عادل المزعل
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2012, 12:17 ص 633 مشاهدات 0
الوطن
فليتق الله بعض المستشارين
عادل نايف المزعل
يعاني عالمنا العربي من محن متلاحقة وأزمات تلو أزمات، ونحن في الكويت نكتوي بالأزمات المتلاحقة التي باتت تهز سلامة جبهتنا الداخلية وتدق ناقوس الخطر لأمن الوطن وسلامة أراضيه، ومع تشابك الأزمات وتفرعها وتنوعها برزت الحاجة إلى أن يحيط المسؤولون أنفسهم بمجموعة استشارية في كل التخصصات والميادين والمعارف وظيفتهم أن يقدموا النصيحة الصادقة والحل الناجح لكل المجتمع ولكل أزمة مستعصية، فلا يوجد مسؤول يستطيع أن يدعي معرفته بكل التفاصيل من كافة أفرع الحياة، وعلى قدر علم المستشارين وصواب رأيهم تأتي بإذن الله القرارات الصحيحة التي لا لبس فيها ولا اعتراض عليها لأنها نتاج علم ودراسة متأنية وحصيلة تجارب السنين لهؤلاء المستشارين، لذلك يحرص كل مسؤول أن يستشير مستشاريه قبل أن يخرج قراره إلى النور فتأتي القرارات ملبية لحاجات المجتمع فيها الحل والحسم ولا يستطيع أي كان أن يعترض عليها أو يشوه هذه القرارات إذا صح القرار رهنا بصحة المستشارين وعلمهم وتجردهم من الأهواء والأجندات رائدهم مصلحة الوطن وإعلاء كلمة وراية الحق، لكن آفة عالمنا العربي تقع الآن على عاتق المستشارين وما النكبات التي مرت على كثير من دول العالم العربي إلا بفعل المستشارين الذين تحولوا من مستشارين إلى مطبلين للقائد الذي يوحى إليه ولا يأتيه الباطل، فالصواب هو ما يراه والحق هو ميزانه والعدالة هي ديدنه فتأتي قرارات هذا المسؤول صادمة مقلقة لا تحمل فكراً ولا تؤدي لحل إنما تدفع دفعاً إلى الكوارث والنكبات، ولنا أمثلة فيما حدث ويحدث في دول الربيع العربي كل هذا البلاء معلق في رقبة المستشارين الذين تحولوا إلى بطانة سوء، فبدلاً من أن يقدموا النصيحة والقرار أصبحوا هم أول من يستقبل القرارات الصادمة غير الواعية ويزينون للمسؤول مسالك السوء ودروب الانزلاق والهاوية والضياع، نحن نحتاج في عالمنا العربي إلى مستشارين حقيقيين لا بطانة سوء يكتفون بالتصفيق والتهليل ويضعون المسؤولين رهن قرارات لم تأخذ حقها من الدراسة.
ونتكلم عن بعض المستشارين في الكويت ونقول مدوا العون لمسؤوليكم بالقرارات الصائبة، وعلى المسؤولين أن يحسنوا اختيار مستشاريهم ويحرصوا على مكانتهم العلمية وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لأن المسؤول سيسأل في يوم القيامة عن هذه الاستشارات.
قال تعالى: {وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
اسأل الله في هذه الأيام المباركة أن تنزاح الغمة وتنفرج ونسأله كذلك الهداية لأشرف غاية ونسأله التوفيق لسلوك أقوم طريق إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.. اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.. اللهم آمين.
تعليقات