تقليص عدد الأصوات سينتج مجلساً ضعيفاً موالياً للحكومة.. رياض العدساني مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 920 مشاهدات 0


القبس

الصوت الواحد

رياض أحمد العدساني

 

مشروع النظام الانتخابي ذو الصوت الواحد يصلح في الدول التي لديها أحزاب سياسية، ومنها بريطانيا وأستراليا، أي المرشح يمثل حزبا، ولكن في النظام المحلي في الكويت يُعتبر معيقاً للديموقراطية، فإنه يتم انتخاب المرشح بأقلية الأصوات لا بأغلبيتها، كما أنه يعمل على تشتيت الأصوات، وبالتالي يساهم في نجاح المرشح الحاصل على عدد ضئيل جداً من الأصوات، وقد يساهم ذلك في شراء الذمم وإفساد العملية الانتخابية.

كما أن الدستور نصّ على مزيد من الحريات، فكيف يتم تقليص حق الناخب من أربعة أصوات إلى صوت واحد، مع العلم أنه في السابق للناخب الحرية في التصويت لصوت واحد إلى أربعة؟ هناك عدة اجتهادات في تفسير حالة الضرورة استنادا إلى المادة 71 من الدستور، والمحكمة الدستورية هي التي تؤكد دستورية مرسوم تقليص الأصوات، وفي حال الاختلاف في تفسيرها، ترفع إلى المحكمة الدستورية المنازعات من الحكومة أو مجلس الأمة أو من خلال إحدى المحاكم، عندما ترى أن الأمر يحتاج إلى تفسير مادة دستورية. ولكن تحفُّظي ليس على الصوت الواحد، حتى لو كان عشرة أصوات سيكون لي الموقف نفسه.. مقاطعة الانتخابات، علما بأن مشروع الدوائر الخمس وأربعة أصوات قُدم من الحكومة وأقرَّه مجلس الأمة، والمحكمة الدستورية حصَّنت القانون، لذلك كانت مطالبتنا بتعديل في النظام الانتخابي السابق عن طريق مجلس الأمة، ولا نمانع حتى لو كان صوتا واحدا، موضحا أن تجرى الانتخابات على النظام السابق خمس دوائر وأربعة أصوات، كونه أقر من المجلس، وإن كانت هناك نية للتغيير يتم من خلاله بعد العملية الانتخابية.

وهناك سلبيات عديدة في الصوت الواحد، أنه يزيد من حدة الطائفية والقبلية والعائلية، كون هناك من يركّز الصوت على أقرب المرشحين له بالنسب والحسب، لأنه صوت عقيم، وبالإضافة إلى أنه يساعد على سهولة شراء الأصوات ولا يقضي على الفرعية، لأن الانتخابات الفرعية استخدمت في الـ25 دائرة عندما كان للناخب صوتان، تقليل الأصوات لم يقض على الفرعيات، وإنما هذا دور الحكومة في محاربتها والحد من ظاهرة الفرعيات والمال السياسي وعدم الوقوف موقف المتفرج.

تقليص عدد الأصوات عادة ما ينتج مجلساً ضعيفاً موالياً للحكومة، وهذا ما تسعى إليه الحكومة، أن تفصّل ثوبا لها تسيطر على قرارات وتصويتات النواب، وكأنه مجلس وطني تحت اسم مجلس أمة، وكان النواب الوطنيون السابقون في الثمانينات يشكون من نظام الانتخاب (25 دائرة وصوتان)، وذلك بسبب إفرازاته حول أغلبية نيابية تميل للحكومة مع ضعف رقابتهم على أدائها.

وأختم.. رغم كل السلبيات المذكورة، فإن احتجاجنا ليس على الصوت الواحد، ولكن مطالبتنا أن إرادة الأمة تتغير من خلال مجلس الأمة، فنظام الحكم في الكويت ديموقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك