الأسواق الناشئة الأفضل أداء في مرحلة ما بعد الأزمة بقلم روبن ويجلسويرث
الاقتصاد الآننوفمبر 8, 2012, 11:39 ص 658 مشاهدات 0
كانت أسهم الأسواق الناشئة في معظم الأحيان تمثل خيبة أمل في المشهد الاستثماري في فترة ما بعد الأزمة المالية. ورغم النمو الاقتصادي النشط والتدخل من قبل البنوك المركزية الغربية التي دعمت معظم فئات الأصول - خلال عملية إخضاع عوائد سندات الأسواق الناشئة لأدنى مستوى وصلت إليه على الإطلاق - يظل مؤشر إم إس سي آي القياسي لأسواق السندات الناشئة أقل بنسبة 25 في المائة من الذروة التي وصل إليها قبل الأزمة. ويبقى مؤشر إم إس سي آي الدولي الذي يشمل دولا في جميع أنحاء العالم في مستوى أقل بنسبة 22 في المائة من ذروته. وقد أتى هذا العام بأخبار أفضل، لكن مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة كسب 9.6 في المائة فقط منذ بداية عام 2012 حتى الآن. وحتى بورصات أوروبا المضطربة وجهت ضربة لهذا، مع صعود مؤشر فوتسي يوروفيرست بنسبة 11 في المائة تقريبا في 2012. ومع ذلك، فإن الأداء المحبط لمؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة جاء إلى حد كبير نتيجة للعوائد الهشة في العديد من أكبر البورصات. وكانت البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وهي دول تعرف مجتمعة باسم دول البريك، وتم اعتبارها لبعض الوقت المحركات الاقتصادية الأساسية في العالم النامي، جميعها متقاعسة في الآونة الأخيرة. ويحجب هذا المكاسب النشطة في كثير من الأسواق الأصغر حجما، مثل المكسيك والفليبين، وقد وصلت كلتاهما إلى مستويات قياسية أخيرا. ودنت أسواق السندات في إندونيسيا وجنوب إفريقيا أيضا من مستويات قياسية أخيرا بحساب العملة المحلية، على الرغم من أن العملات الضعيفة قلصت العائدات المقومة بالدولار الأمريكي. ويعزو أرجون ديفيشا، رئيس شركة جي إم أو ورئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في مجال إدارة الأصول، هذا للتحديات غير المعتادة في كل من النظم الاقتصادية النامية الأكبر حجما، والدروس المستفادة من الأزمات الماضية من قبل النظم الاقتصادية الأصغر حجما، خاصة في آسيا وأمريكا اللاتينية. ويقول: 'لأسباب مختلفة، ظهرت في جميع دول البريك مشكلات هيكلية ودورية أخيرا. وعلى الجانب الآخر، توجد هذه الأسواق الأصغر حجما في مكانة جيدة في الوقت الحالي'. وأشار محللو جولدمان ساكس في تقرير صدر أخيرا إلى أن أداء كثير من بورصات الأسواق الناشئة الأصغر حجما منذ الأزمة المالية، في الحقيقة، مشابه لأداء الشركات الغربية 'الدفاعية' الموثوق بها، على الرغم من طبيعتها الدورية. وفي المقام الأول يعزو محللو جولدمان أداء هذه الأسواق القوي في فترة ما بعد الأزمة إلى حقيقة أنه ثبت أن كثيرا من هذه الأسواق كانت مرنة في مواجهة الاضطرابات الناجمة عن أزمة منطقة اليورو. واستخلص المحللون أنه كلما انخفض الارتباط بأوروبا، كلما كان الأداء أفضل. وكتب كل من كاماكشايا تريفيدي وجوليان ريتشرز: 'يشير هذا إلى أنه بينما قد لا تكون الأسهم المتفوقة في جلب الربح في الأسواق الناشئة الأصغر حجما دفاعية بمعنى كونها مستقلة في الدورة الاقتصادية، فإنها أظهرت قدرة على الدفاع في مواجهة تقلبات موقف منطقة اليورو'. وعلى النقيض، تميل أسواق السندات الناشئة الأصغر حجما التي كان أداؤها دون المستوى أخيرا لأن تكون عرضة لتأثير أزمة منطقة اليورو. مثلا، نعمت عمليات التبادل في بولندا وجمهورية التشيك بحالة من التحسن هذا العام، ويتم النظر لكلا الدولتين على أساس أنهما عضوتان قويتان نسبيا، وحصيفتان ماليا، في الاتحاد الأوروبي، لكن كلتاهما هبطت خلال 12 شهرا الماضية بحساب الدولار الأمريكي. ويقول روتشار شارما، رئيس الأسواق الناشئة في ذراع إدارة الأصول في مؤسسة مورجان ستانلي، إنه على نطاق أوسع، يعتبر الاختلاف في الأسواق الناشئة علامة على أن المستثمرين يميزون بشكل متزايد بين الدول وحتى الصناعات في العالم النامي، بدلا من تجميع الدول المتباينة في مجموعة متجانسة واحدة. ويضيف شارما، مؤلف كتاب 'الأمم المنفصلة' الذي يتحدث عن القبضة القادمة لدول نامية واعدة: 'لقد انتهينا من العهد الذي كانت تقوم كل الأسواق الناشئة فيه بعمل جيد. ونحن نبدأ أخيرا في رؤية اختلاف واسع في الأداء في هذه الأسواق'. وتعتبر تركيا، وإندونيسيا، وتايلاند، والفليبين، الأسواق الناشئة المفضلة لدى شارما خلال الأعوام القليلة القادمة، وذلك مع توصل الأخيرة لاتفاقية سلام مع متمردين من المسلمين بعد صراع دام 40 عاما. ويقول: 'لقد كانت الفليبين في البرية لفترة طويلة وهي الآن تشق طريقها للعودة'.
ولكن ستخضع الكثير من هذه الأسواق الناشئة الأصغر حجما لاختبار من قبل النمو الأبطأ في النظم الاقتصادية النامية الأكبر حجما. ويعلق بنك جولدمان ساكس بأن الكثير من الأسهم المتفوقة في جلب الأرباح للمستثمرين معرضة ومرتبطة بالنمو الصيني على وجه الخصوص.
تعليقات