اللجوء الى القضاء سيحسم الاختلاف.. هكذا يعتقد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 1037 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  استيعاب المرحلة والحفاظ على الدستور

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

لا جدل في ان الكويت تعيش مرحلة مهمة في تاريخها السياسي والدستوري، فاجراء انتخابات جديدة لمجلس الأمة وفقا لنظام انتخابي محل جدل واختلاف وسط معارضة واضحة لفكرة الصوت الواحد على أساس الدوائر الخمس، وتأييد على استحياء له على الرغم من وجود شرائح واسعة تظهر تأييدها لهذا النظام، وقد عكست أسماء المرشحين لمجلس الأمة والتردد الواضح في التقدم للترشح لعضوية مجلس الامة المقبل عمق الخلاف وحساسية المرحلة، وأهمية الموضوع الذي يدور الخلاف بشأنه، ألا وهو تعديل القدرة التصويتية بقصرها على صوت واحد بدلا من اربعة.

وأيا ما كان وجه الخلاف والمواقف السياسية المنبثقة عن ذلك، فان الكويت تبقى هي الخاسر في نهاية الأمر عن اي تعميق للخلاف أو محاولات لجعله شرخا دائما في البلد الواحد وبين أبناء الوطن، ومن هنا فان على كل الأطراف أن تدرك ضرورة استيعاب افرازات المرحلة الحالية، بحلوها ومرها وباختلافاتها او التوافقات التي لابد من أن تتم خلالها، واذا كانت الكويت هي الوطن وهي الأهم فلابد من ان تكون اختلافات الحاضر سببا للحرص على المستقبل وتجنب ما قد عساه أن يورث وضعاً سياسياً قلقا ومستمرا أو حالة قانونية هزيلة ووضعا دستوريا في مهب الرياح.

ولعل من أهم اساسيات استيعاب المرحلة الحالية انهاء كل أشكال التصعيد للطابع التوتري مثل لغة التهديد أو التأثير المباشر في ارادة الناخبين، أو اشعار المواطنين بحالة من التأزم والقلق الناجم عن التجاذب المتزايد لهذا المواطن بصورة أوقعته في الحيرة من هو المحق ومن هو غير ذلك، ويبقى في نهاية الأمر أن هناك مسائل لا يجوز التهاون بها او التنازل عنها، سواء لمن قرر مقاطعة الانتخابات وقراره ذلك حق له، ولابد من أن يحترم ويقدر موقفه، أو من قرر المشاركة أو حتى رشح نفسه، فعلى الجميع أن يدركوا ان الحفاظ على وحدة الوطن وعلى المكتسبات الدستورية المتمثلة في دستور عام 1962، وعلى الحريات العامة والأجواء السياسية المفتوحة في البلد والنفس الديموقراطي الحر الذي يسوده، وعلاقات الود والتواصل الاجتماعي بين ابناء البلد جميعها مسائل اكبر واهم من اي خلاف آني أو تنازع سياسي، فأي أزمة تمر على البلد كنا دائما نتجاوز آثارها وهو ما سيتم حتما في شأن هذه الأزمة ما دام الحفاظ على الأساسيات السابقة هو محل الاعتبار لدينا جميعا، وفي هذا الصدد فانني اعتقد ان اللجوء الى القضاء يعتبر أحد الامور الجوهرية في حسم هذا الاختلاف، وهو ما تم فعلا من قبل البعض يوم امس ونسأل الله ان يحفظ البلد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك